82

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

Soruşturmacı

محمود محمد صقر الكبش

Yayıncı

مكتب الشؤون الفنية

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

1431 AH

وأقْوَى مِن هذِهِ وأبلغُ وأعظمُ: شهادتُهُ ﷺ بأنَّها حقٌّ، بل رَوَى أبو داودَ وغيرُهُ: ((أنَّهُ ﷺ قَالَ لعمرَ لمَّا أخبرَهُ برؤيتِهِ: سَبَقَكَ الوحيُّ» (١)، كما تَقَدَّمَ.

وَرَوَى البزَّارُ: ((أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى الأَذانَ ليلةَ الإسراءِ، وسَمِعَهُ مشاهدةً فوقَ سبع سماواتٍ))(٢).

قالَ الحافظُ العسقلأَنيُّ(٣): السَّماعُ والمشاهدةُ أقوى من الوحي.

فإن قيلَ: إِنَّهُ لمَّا ثبَتَ عندَهُ ﷺ بِالسَّماعِ الَّذِي هو أقْوَى مِن الوحي فلمَ أخَّرَهُ للمدينةِ؟

يجابُ: بأنَّ فيهِ حِكَماً، وذلكَ أنَّهُ إذا كانَ على لسانٍ غيرِهِ معَ اختصارِهِ بأنَّهُ جامعٌ لأصولِ الشريعةِ وكمالاتِها، فاحتاجَ لشيءٍ يميِّزُهُ عن غيرِهِ ولا شكَّ أنَّ المشاورةَ معَ الأصحابَ، وعدمَ رضاهُ ﷺ بما عرَضُوهُ عليهِ، وطالَ الانتظارُ بعدَ الاهتمامِ حتَّى وُجِدَتْ تلكَ المرائِي بعدَ نزولِ الوحي، أو مقارنتِهِ، مع شهادتِهِ أنَّها حقٌّ، فكانَ ذلكَ التَّأخيرُ زيادةً؛ حفظاً لشأنِهِ ورِفعةً لذكرِهِ،

(١) أبو داود (١ / ١٣٥) برقم (٤٩٩).

(٢) انظر: البزار (٢ / ١٤٦) برقم (٥٠٨).

(٣) انظر: فتح الباري (٢ / ٧٩).

82