Acyana Armağan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Türler
وكتب مروان إلى ابن هبيرة لما استولى على العراق يأمره بإرسال عامر بن ضبارة المري إليه , فسيره في سبعة آلاف أو ثمانية آلاف فبلغ شيبان خبره فأرسل الجون بن كلاب الخارجي في جمع فلقوا عامرا بالسن فهزموه ومن معه , فدخل السن وتحصن فيه وجعل مروان يمده بالجنود على طريق البر حتى ينتهوا إلى السن , فكثر جمع عامر , وكان منصور بن جمهور يمد شيبان من الجبل بالأموال؛ فلما كثر مع عامر نهض إلى الجون والخوارج فقاتلهم فهزمهم ؛ وقتل الجون وسار ابن ضبارة مصعدا إلى الموصل؛ فلما انتهى خبر قتل الجون إلى شيبان ومسير عامر نحوه كره أن يقيم بين العسكرين فارتحل بمن معه من الخوارج وقدم عارم على مروان بالموصل فسيره في جمع كثير في أثر شيبان؛ فإن أقام أقام وإن سار سار؛ وأن لا يبدأ بقتال؛ فإن قالته شيبان قاتله وإن أمسك أمسك عنه , وإن ارتحل اتبعه , فكان على ذلك حتى مر على الجبل وخرج على بيضاء فارس وبها عبدالله بن معاوية بن حبيب بن جعفر في جموع كثيرة فلم يتهيأ الأمر بينهما فسار حتى نزل جيرفت من كرمان , وأقبل عامر بن ضبارة حتى نزل بإزاء ابن معاوية فلقي شيبان بجيرفت فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت الخوارج واستبيح عسكرهم , ومضى شيبان إلى سجستان فهلك بها وذلك في سنة ثلاثين ومائة.
وقيل بل كان قتال مروان وشيبان على الموصل مقدار شهر ثم انهزم شيبان حتى لحق بفارس وعامر بن ضبارة يتبعه وسار شيبان إلى جزيرة بركاوان , ثم خرج منها إلى عمان؛ فقتله الجلندى بن مسعود بن جيفر بن جلندى الأزدي سنة أربع وثلاثين ومائة أ. ه أردنا نقله من كلام ابن الأثير في كاملة.
وقد تقدم ذكر سبب ارتحال شيبان من جزيرة بركاوان وأن ذلك كان بسبب حروب خازم بن خزيمة في أيام السفاح فيكون أول أمر شيبان في أيام مروان بن محمد ومقتله في أيام السفاح في عمان على يد شراة الجلندي إمام المسلمين والله أعلم.
Sayfa 83