Acyana Armağan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Türler
وقال أبو محمد طلب خازم من الجلندى تسليم خاتم شيبان وسيفه وأن يخطب لسلطان العراق ويعترف له بالسمع والطاعة قال فاستشار الجلندى العلماء من أهل زمانه ومعهم يومئذ هلال بن عطية الخراساني وشبيب بن عطية العماني وخلف بن زياد البحراني , فأشاروا عليه أن يدفع سيف شيبان وخاتمه وما يرضيه من المال , ويضمن لورثه شيبان قيمة السيف والخاتم ثم يدفع بذلك عن الدولة , فأبى خازم إلا الخطبة والطاعة فرأوا أن ذلك لا يجوز في باب الدين أن يدفع عن الدولة بالدين وإنما يدفع عنها بالرجال والمال أه كلام أبي محمد.
وقال أبو عبدالله محمد بن محبوب لا بأس أن يعطوهم السمع والطاعة بألسنتهم إذا خافوهم على الدولة والرعية قال لا يفعلون ذلك بغير الألسنة شراة كانوا أو غير شراة قال وأما المال فلا أه.
ثم إن الجلندى أبى من إعطاء خازم ما سأل , فوقع القتال بين خازم بن خزيمة والجلندى فقتل جميع أصحاب الجلندى فلم يبق إلا هو وهلال بن عطية الخراساني فقال الجلندى أحمل يا هلال للجلندى أنت إمامي فكن ولك على أن لا أبقي بعدك؛ فتقدم الجلندى فقاتل حتى قتل رحمه الله , ثم تقدم هلال ابن عطية وعليه لأمه حربه فكان أصحاب خازم يتعجبون من ثقافته وهم لم يعرفوه ثم عرفوه وقالوا هلال بن عطية فاحتولوه حتى قتلوه رحمه الله؛ وقيل إن الذي تولى قتل الجلندى خازم بن خزيمة فقيل إنه لما حضرته الوفاة قيل له أبشر فقد فتح الله على يديك؛ فقال غررتمونا في الحياة وتغروننا في الممات هيهات هيهات فكيف لي بقتل الشيخ العماني.
وذكروا أن رجلا من أهل عمان خرج إلى الحج وكان في صحبته رجل من أهل البصرة لا يهدأ الليل ولا ينام؛ فسأله العماني عن حاله وهو لا يعرف أن صاحبه من أهل عمان فقال إني خرجت مع خازم بن خزيمة إلى عمان فقاتلنا بها قوما لم أر مثلهم قط فأنا من ذلك اليوم على هذه الحالة لا يأخذني النوم فقال الرجل العماني في نفسه أنت حقيق بذلك إن كنت ممن قاتلهم.
Sayfa 78