254

Tuhfat Abrar

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

Araştırmacı

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

Yayıncı

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

Türler

و" الملأ الأعلى ": الملائكة، سموا بذلك لعلو مكانهم أو مكانتهم، وقيل: نوع من الملائكة أعظمهم عند الله قدرا وأعلاهم منه منزلة، و(اختصاصهم): إما عبارة عن تبادرهم إلى بت تلك الأعمال والصعود بها إلى السماء، وإما عن تفاوتهم في فضلها وشرفها وإناقتها على غيرها، وإما عن اغتباطهم الناس تلك الفضائل لاختصاصهم بها.
وقوله: " فوضع كفه بين كتفي " مجاز عن تخصيصه إياه بمزيد الفضل عليه، وإيصال فيضه إليه، فإنه لما كان من ديدن الملوك أن أحدهم إذا أراد أن يدني إلى نفسه بعض خدمه، ويذكر معه بعض أحوال مملكته يضع يده على ظهره، ويلقي ساعده على عنقه، تلطفا به، وتعظيما لشأنه، وتنشيطا له في فهم ما يقوله = جعل ذلك حيث لا كف ولا وضع حقيقة، [بل] كناية عن التخصيص لمزيد الفضل والتأييد وتمكين الملهم في الروع.
وقوله: " فوجدت بردها بين ثديي " كناية عن وصول ذلك الفيض إلى قلبه، وتأثره عنه، ورسوخه فيه، وإيقانه له، يقال: ثلج صدره وأصابه برد اليقين، لمن تيقن الشيء وتحققه.
وقوله: " فعلمت ما في السماء والأرض " دليل على أن وصول ذلك الفيض صار سببا لعلمه، ثم استشهد بالآية. والمعنى: أنه تعالى كما أرى إبراهيم – صلوات الله عليه – ملكوت السماوات والأرض، وكشف له ذلك فتح علي أبواب الغيوب حتى علمت ما فيهما من الذوات والصفات والظواهر والمغيبات.

1 / 262