120

الأزرق وخشتاشيها، فتاقت تقوسهم لأمر لم بحمدوا عواقبه ولم تصف لهم مشاربه وكان الذى حضروه فيما اتفق عليه واجتمعوا فى هذه المشورة لديه الأمير بدر الدين بيسرى الشمسى والأمير سيف الدين بهادر الحاج والأمير ال شمسن الدين كرتاى والأمير سيف الدين بكتمر السلاح دار والأمير سيف الدين قفجاق والأمير شمس الدين قراسنقر والأمير سيف الدين كرد وقنغرو جاورشى فلما أحكوا هذا التدبير وقرروا هذا التقرير، (أجلسوه بزعمهم على السرير فى التاسع من المحرم سنة أربع وتسعين وستمائه . وظن أن الملك بالجلوس على التخت ولم يعلم آته مواتاة الحظ وموافاة البخت . ولما جلس لقب بالعادل. وكان هذا الجلوس فى طالع منحوس وابتلى الناس بالبؤس ومنوا بالعكوس: ال ولم تطب بأمره النفوس. وأظهر مز التخلف أن حجب السلطان ومتعه من التصرف وبدأ بمماليكه فأمرهم وخولهم وكبرهم وسير بتخاس أستاذ دار وأعطى بكتوت الأزرق أجل الإقطاعات الكبار فبسطا أيديهما فى الدولة وصالا غعلى الناس أعظم صولة وأخذا فى الاحتجان والاحتجاز وفعلا فعل من حاد عن القصد وجار، وعاملا حام الدين لاجين بالمضايقة والإضجار. واتفق فى السنة المذكورة تقصير النيل وتوقفه، ووجلت بسببه قلوب المسلمين وضعفت لأجله نفوس العالمين، ولم يوف ماء السلطان بالتعليق ولا حصل الناس ما عهدوه من التخليق وكسر الخليج الحاكمى قبل الوفاء ، فازداد الناس ضيقأ على ضيق، فتطير الحمهور بجلوس المذكور، وقالوا بكعبه المشوم ووجهه المحنور، توالت علينا هذه الشرور وغلت الغلات والأسهار وارتفعت الأقوات وأيقنت النفس بالتلاف وأكثروا الاستصراخ والإرجاف واستسقوا فلم يسقرا. وتبع ذلك وباء شامل وفناء عاجل وطاعون جارف وحتف جائف فهلك الناس وغلب اليأس، ومات من الخلائق / ذوات لا تحصى ولا تحصر. فكانت الأنفس على هذه الأمور تتحسر ولم يبق فى القاهرة ومصر شارع إلا وفيه جماعة مرضى مدنفين أو موتى مطرحين لعجز الأحياء عن دفن الأموات واشتغال الناس بأنفسهم عمن مات . وكانت الكلاب تهش لحومهم وتفرى أديهم ويطرحون فى الخفائر قوما على قوم وتبلغ عدتهم فوق الألف كل ال يوم، وأخلفت آنواء السماء وعم فم هذه الفتنة الصماء فلم تصب أرض برقة

Sayfa 144