مقدمة الشارح الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد؟ فلما كانت هذه المقدمة الآجرومية قد وضعت للمبتدئين من الطلاب؛ قلقد راعنى ما رأيت عليها من شروح غامضة مبهمة لا تخلو من تعقيد وإطالة بلا كبير حاجة بحيث تخرج عن المقصود الذى وضعت له، الا وهو تيسير هذا العلم على الناشثة، ومن كان فى بداية الدرج لذا فقد استخرت الله تعالى أن أضع شرحا لهذه المقدمة الموجزة يمكن أن تسميه شرحا عصريا من جهة رعاية حال أهل العصر وما آل إليه أمرهم من الصدود عن تعلم لغة دينهم، وعزوفهم عن معرفة قواعدها، ولعمر الله ما صدهم عن ذلك إلا تعقيد المعقدين، وفذلكة المفذلكين (1)، فرأيت أن أيسر تلك المقدمة التى ينصح بها عامة أهل العلم ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وأن اكتبها بلغة سهلة واضحة، وأن أبسط الشرح للمبتدئ فيما فيه نفع وحاجة، وأن أوجزه فيما وراء ذلك، مع الإكثار من الأمثلة والشواهد، وإتباع كل باب بتطبيقات ومسائل تدرب الطلاب على قواعد هذا الباب، وتعينهم على الفهم والاستيعاب.
والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه، وأن ينفع به الطلاب، وأن يجعله ذخرا لى عند المآب.
وكتبه الفقير إلى عفو ربه عبد الحميد هنداوى الجيزة فى غرة رمضان سنة142ه (1) يقال: فذلك الشىء فذلكة إذا اتى بخلاصته وحاصله، واصله من قولهم: إذا كان كذا وكذا فذلك كذا وكذا.
Sayfa 3