قلت: وقد استمر الصلاح فيهم إلى الآن ببركة دعوته، قال صاحب الترجمة: محمد بن جعد ومن مشائخه القاضي العلامة شيخ الإسلام علي بن علي اليماني اليدومي لقيه.... صبيا عند توجهه للحج فأجازه إجازة عامه وكاتب مدة هجرته في ضحيان إحدى عشرة سنة، قال: وقرأ بصبيا على السيد محمد بن علي الإدريسي المصطلح من شرح الفظلاني على البخاري ووريقات من شرح القطر وأجازه في جميع العلوم.
قال: ومن مشائخه البدر الساري محمد بن إسماعيل الهتاري من علاء زبيد قرأ عليه صحيح البخاري وغيره وأجازه إجازة عامة.
إلى قوله: كان صاحب الترجمة قد ولي القضاء بصبيا من جهة السيد محمد بن علي الادريسي ولما تقهقرت إمارة الأدارسة بموت السيد محمد بن علي وقيام ولده علي بن محمد.
إلى قوله: وأقام السيد محمد بن حيدر بصنعاء واستجاز من المولى الحسين بن علي العرني فأجازه.
إلى قوله: ولما كانت الثورة من حسن بن علي بن محمد الأدريسي على أمراء الملك عبد العزيز بن سعود في جيزان وما جاورها كان في خلالها قتل صاحب الترجمة في مدينة صبيا سنة 1351ه.
إلى قوله: ومن شعره قصيدة مدح بها الإمام يحيى سنة 1346ه.
قلت: ولما مررنا في تهامة ليلا وكان برفقتي شريف من آل النعمي تذكرت هذه القصيدة فطفقت أترنم بها، وهي:
عرف الديار فهاله ما هالها .... وسقى بطل بدمعه أطلالها
يتذكر العهد القديم معاتبا .... صرف الزمان علام غير حالها
ويلومني الجهال فيك وإنما .... قد قلت قافية كثير قالها
وتلومني في حب عزة نسوة .... جعل الإله خدودهن نعالها
وسمعت دعوة صارخ من الندى .... يا معشر النبلاء فقلت أنا لها
فسألني الشريف لمن هذه الأبيات؟ فقلت: من السيد محمد بن حيدر النعمي، فأشار بيده وقال: هذاك بيته ورأيت السراج فيه، وأنا لا أعلم أين نحن، وهذه في موافقة عجيبة، وذلك عام 1362ه.
Sayfa 364