316

علي بن محمد بن أبي القاسم

ووالد الإمام صلاح السيد الإمام علي بن محمد كان من فضلاء أهل البيت، وإليه انتهى العلماء في زمانه، وله مؤلفات عدة منها: تفسير كبير زهاء ثمانية مجلدات، قال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير عليهم السلام في كاشفة الغمة: لم يؤلف مثله لا قبله ولا بعده جمع كل غريبة واحتوى على كل مشكلة، ومنها: تجريد الكشاف ثلاثة مجلدات.

توفي سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، وعمره ثمان وثمانون سنة.

وهو الذي جرى بينه وبين تلميذه السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير الجدال المشهور الحامل على تأليفه العواصم والقواصم المختصر منها الروض الباسم، وقد سبقت الإشارة إلى رجوع السيد الحافظ محمد بن إبراهيم، صح ذلك من رواية الإمام الشهير محمد بن عبدالله الوزير، وصاحب مطلع البدور، والحمد لله تعالى.

وقد عارض الإمامين الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد بن الإمام المطهر بن يحيى وتكنى بالمنصور وهو في أوان البلوغ، وأمه الشريفة مريم بنت علي بن صلاح، تمكن وأقبلت له الأيام وأسر الإمامين وغيرهما من ملوك زمانه، وتوفي الإمام صلاح في أسره، وأما الإمام المطهر فخرج من السجن بعد أن توسل بالقصيدة المشهورة في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

ماذا أقول وما آتي وما أذر .... في مدح من ضمنت مدحا له السور

في مائة واثنين وثلاثين بيتا، ثم انقلبت الدنيا على الناصر وأسره الإمام المطهر ومات في سجنه بكوكبان، فطلبت والدته الإمام أن يأذن لها بنقله إلى صنعاء، فأذن لها وولده المؤيد محمد بن الناصر قام بعده وقد أشار إلى ذلك صارم الدين في البسامة بقوله:

وقلد الأمر ملكا من بني حسن .... ماض عزائمه من خيرة الخير

مؤيدا أيد الدين الحنيف به .... لواؤه خافق بالنصر والظفر

سل عنه أخبر به أنظر إليه تجد .... ملأ المسامع والأفواه والبصر

Sayfa 323