التسعينية تأليف شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (٦٦١ هـ - ٧٢٨ هـ) دراسة وتحقيق الدكتور محمد بن إبراهيم العجلان عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية [المجلد الأول]

Bilinmeyen sayfa

جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر، فَلَا يجوز نشر أَي جُزْء من هَذَا الْكتاب، أَو تخزينه أَو تسجيله بأية وَسِيلَة، أَو تَصْوِيره أَو تَرْجَمته دون مُوَافقَة خطية مُسبقة من الناشر. الطبعة الأولى ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، ١٤٢٠ هـ فهرسة مكتبة الْملك فَهد الوطنية أثْنَاء النشر ابْن تَيْمِية، أَحْمد عبد الْحَلِيم التسعينية / تَحْقِيق مُحَمَّد إِبْرَاهِيم العجلان - الرياض. ٣٧٦ ص، ١٧ × ٢٤ سم ردمك: ٥ - ٣٦ - ٨٣٠ - ٩٩٦٠ (مَجْمُوعَة) ٣ - ٣٧ - ٣٨٠ - ٩٩٦٠ (ج ١) ١ - العقيدة الإسلامية ٢ - الفلسفة الإسلامية ٣ - الْفرق الإسلامية أ - العجلان، مُحَمَّد إِبْرَاهِيم (مُحَقّق) ب - العنوان ديوي ٢٤٥. . . ٤٢٠٦/ ١٩ رقم الْإِيدَاع: ٤٢٠٦/ ١٩ ردمك: ٥ - ٣٦ - ٨٣٠ - ٩٩٦٠ (مَجْمُوعَة) ٣ - ٣٧ - ٨٣٠ - ٩٩٦٠ (ج ١) مكتبة المعارف للنشر والتوزيع هَاتِف: ٤١١٤٥٣٥ - ٤١١٣٣٥٠ فاكس: ٤١١٢٩٣٢ - برقيًّا دفتر ص:. ب: ٣٢٨١ الرياض - الرَّمْز البريدي ١١٤٧١ سجل تجاري ٦٣١٣ الرياض

1 / 2

وكذلك تسعينية فيها له ... رد على من قال بالنفساني تسعون وجهًا بينت بطلانه ... أعني كلام النَّفس ذا الوحدان

1 / 3

المقدمة الحمد لله ربّ العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له، القائل سبحانه ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ (١)، والقائل جلّ ذكره: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ﴾ (٢). وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ تسليمًا كثيرًا بعثه الله بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وحجة على العباد أجمعين. فأدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة وبين لها جميع ما تحتاج إليه في أصول دينها وفروعه، حتَّى تركها على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، وعلي هذا المنهج سار أصحابه الكرام، ومن تلاهم من القرون المفضلة، حتَّى ظهرت البدع، واستبدت ظلماتها وذاق الأئمة -الذين وهبهم الله الإيمان والعمل- في سبيل إخمادها أنواع العذاب (٣). ومن أبرز هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ رحمة واسعة- الذي قدم المؤلفات الكثيرة في بيان السنة وتوطيد العقيدة وهدم البدع ومما ألفه في هذا الباب (التسعينية) في الرد على الأشاعرة والكلابية القائلين بالكلام النفسي، وغيرهم. _________ (١) سورة البقرة الآية ١٧٦. (٢) سورة البقرة الآية ٢١٣. (٣) سوف نتكلم عن الإمام أحمد ﵀ ومحنته في الصفحات القادمة بإذن الله.

1 / 5

وكانت علاقتي بمؤلفات هذا العالم الجليل عندما كنت في سنوات الدراسة، حيث قرأت العقيدة الواسطية، فالحموية، فالتدمرية، وكنت أعجب من مناقشة هذا العالم لخصومه، ومدى قدرته على استنباط الأدلة العقلية الموافقة للأدلة النقلية، وصبر هذا الإمام عليهم ومجادلتهم مجادلة موضوعية عجيبة، فكنت في شغف للاطلاع الحر على مؤلفات هذا الإمام. وفي مرحلة الدراسات العليا -الماجستير- سجلت موضوعًا باسم "الإيمان- حقيقته وآثاره"، وفي هذه المرحلة يصبح الإنسان مدفوعًا إلى ضرورة القراءة الواسعة، والمراجعات الدقيقة، فاعتمدت في هذا البحث -بالدرجة الأولى- على كتاب "الإيمان" لابن تيمية، وعندئذ زادت علاقتي بمؤلفات هذا الإمام الكبير، واطلعت على قدر لا بأس به من مؤلفاته ﵀ وكان ممَّا وقع في يدي كتابه "التسعينية" فما انتهيت من بحثي السابق إلّا وسارعت وبدون تردد إلى تسجيل هذا الكتاب للحصول -بتحقيقه ودراسته- على درجة الدكتوراه، للأسباب التالية: ١ - ما تقدمت الإشارة إليه من رغبتي الأكيدة في الاطلاع على مؤلفات هذا الإمام وقراءتها قراءة متأنية، وهذا ما تم بفضل الله تعالى -حيث دعاني البحث في هذا الكتاب إلى الاطلاع على بعض كتب الشَّيخ ﵀ مثل: "درء تعارض العقل والنقل"، و"منهاج السنة النبوية"، و"بيان تلبيس الجهمية"، وغيرها كثير، كـ "مجموع الفتاوى"، و"بعض رسائله ﵀" والتي سأفيد منها -إن شاء الله- في تعليقاتي على بعض مسائل الكتاب. ٢ - أن هذا الكتاب من الكتب التي ألفها ﵀ في الأصول للرد على القائلين بالكلام النفسي، وهم: الأشاعرة، والكلابية، ومن سلك سبيلهم، فقد بحث الشَّيخ هذه المسألة بإفاضة وتحليل، واحتج لها ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها، من غير محاباة ولا مداهنة، فهو بحق يعد من أهم المصادر في العقيدة التي تحتاج إلى خدمة علمية تعين القارئ على قراءته، وفهم مسائله ودقائقه. والكتاب لم يقم أحد بتحقيقه علميًّا -رغم أهميته- لذا رأيت أن تحقيقي

1 / 6