O Koku ve Diğer Öyküler
تلك الرائحة: وقصص أخرى
Türler
وأخيرا دفعت بالرواية إلى المطبعة، بعد أن قدمت لناشرها عشرين جنيها. وأهداني الرسام مصطفى حسين تصميما للغلاف. وأصدرنا الرواية بمقدمة يوسف إدريس، وبكلمة موجزة على الغلاف، أشبه بالمانفستو، من توقيع كمال القلش ورءوف مسعد وعبد الحكيم قاسم، هذا نصها: «إذا لم تعجبك هذه الرواية التي بين يديك، فالذنب ليس ذنبنا، إنما العيب في الجو الثقافي والفني الذي نعيش فيه، والذي سادته طوال الأعوام الماضية الأعمال التقليدية والأشياء الساذجة السطحية.
ومن أجل كسر المناخ الفني السائد الذي تجمد، نصمم على هذا النوع من الكتابة الصادقة المؤلمة أحيانا.
في هذا الإطار نقدم هذه الرواية للكاتب الجديد «صنع الله إبراهيم»، وبعدها سنقدم مسرحية «السود» لنبيل بدران، وقصصا قصيرة لكمال القلش وأحمد هاشم الشريف وعبد الحكيم قاسم، ومسرحيات لرءوف مسعد، وقصائد لمحمد حمام.
وهذه الأسماء التي لم تتعودها ستقدم إليك فنا لم تتعوده أيضا، فنا يعاني محاولة التعبير عن روح عصر وتجربة جيل؛ عصر اختفت فيه المسافات والحدود، وانهارت فيه الأوهام، ونفذ فيه الإنسان إلى حقيقة الوجود، وجيل ولد في ظل الملكية والإقطاع وخرج في المظاهرات التي هتفت بسقوط الملك والإنجليز، ثم تفتح وجدانه على ثورة يوليو وعاشها بالوعي والفعل، وشهد انهيار الملكية والرأسمالية وقيام الاشتراكية، كل هذه العمليات الهائلة في سنوات قليلة؛ لهذا جاءت تجربته غنية عميقة مليئة بكافة التناقضات والأزمات التي زادته معرفة ووعيا بوجوده، وتطلبت في التعبير كل جرأة وحدة حتى تتجسد إبداعا خلاقا.
هذا هو الطريق الذي اخترناه.»
ولا شك أن القارئ سيبتسم معي - اليوم - لهذه النبرة الحماسية المليئة بثقة لا حد لها (ربما عكست انعدام الثقة تماما) والكلمات الفخمة من قبيل «حقيقة الوجود»، والأحكام التي ثبت خطؤها مثل «قيام الاشتراكية»، لكنها سذاجة البدايات، أو لعلها دفاع مستبق عن النفس.
فما أصعب اللحظات التي مرت بي منذ صدرت الرواية! ففي ذلك الوقت كانت الكتابات الشائعة في الصحف والمجلات المصرية تعزف على النغمة المعهودة فيما عرف بالأدب «الواقعي الاشتراكي»؛ عدم إغفال الصورة الكلية، والإنجازات التي تحققت ... إلخ (وهي دعوى يتمسح بها الآن أكثر الكتاب تخلفا ورجعية، مما يلقي ضوءا كاشفا على قيمة الدعوى وجدواها).
وكانت الأمة العربية - ومصر في الطليعة - في مواجهة ساخنة مع الإمبريالية الأمريكية وربيبتها الصهيونية، فضلا عن الرجعية العربية. وكان من الطبيعي أن يلاحقني تساؤل عما إذا كنت لا أضر بلدي بهذا العمل في هذه الظروف.
وبالإضافة إلى ذلك، كان سيف الاعتقال مصلتا طول الوقت.
ووجد الكثيرون في الكتاب مادة للتفكه والسخرية، وتلقفته بعض العناصر لتستغله في خدمة مصالحها، فحمله عبد القادر حاتم إلى الرئيس جمال عبد الناصر، ليشهده على ما وصل إليه «الشيوعيون» من تبذل وانحلال، وتوصل «المؤتمر الإسلامي» إلى نتيجة مماثلة. وآلمني أن تستغل «مغامرتي» للمساس بقوة سياسية أحترم كفاحها وتضحياتها على مدى عدة عقود.
Bilinmeyen sayfa