تفسير التبيان ج1
والعوان: النصف التي قد ولدت بطنا أو بطنين قال الفراء: يقال من العوان: عونت المرأة تعوينا - بالفتح والتشديد - وعونت: إذا بلغت ثلاثين سنة.
وقال أبوعبيدة: إنما قال: " عوان بين ذلك " ولم يقل بينهما، لانه أخرجه على لفظة واحدة، على معنى هذا الكلام الذي ذكرناه.
قال رؤبة في صفة العير:
فيه خطوط من سواد وبلق
كأنها في الجلد توليع البهق(1)
قال ابوعبيدة: إن أردت الخطوط، فقل: كأنها، وان اردت السواد والبلق، فقل: كانهما.
فقال: كان ذلك وذاك.
قال الفراء: إنما يصح ان يكنى عن الاثنين بقولهم ذاك في الفعلين خاصة. ولا يجوز في الاسمين. ألا ترى، انهم يقولون: اقبالك وادبارك يشق علي، لانهما مشتقان من فعل. ولم يقولوا: أخوك وابوك يزورني حتى تقول: يزوراني.
وقال الزجاج تقول: ظننت زيدا قائما فيقول القائل ظننت ذلك وذاك.
قال الشاعر في صفة العوان:
خرجن عليه بين بكر عويرة
وبين عوان بالعمامة ناصف(2)
بين ذلك يعني بين الكبيرة والصغيرة.
هو اقوى ما يكون من البقر واحسنه قال الاخطل:
وما بمكة من شمط محفلة
وما بيثرب من عون وابكار(3)
ويقال بقرة عوان، وبقر عون.
قال الاخفش: لا فارض، ولا بكر. ارتفع ولم ينتصب كما ينتصب النفي لان هذه صفة في معنى البقرة والنفي المنصوب، لا يكون صفة من صفتها. انما هو اسم مبتدأ وخبره مضمر. وهذا مثل قولك: عبدالله لا قائم ولا قاعد. أدخلت لا للنفي وتركت الاعراب على حاله، لو لم يكن فيه لا، ثم قال: " عوان " فوقع على الابتداء. كأنه قال: هي عوان. ويقال ايضا: عوانة.
قال الاعشى:
بكميت عرفاء محمرة مخف
عربها عوانة اوفاق
---
(1) اللسان: (بهق) وروايته (الجسم) بدل (الجلد).
(2) لم نجده في مراجعنا.
(3) ديوانه 19. وروايته وما بزمزم من شمط محلقة.. يقصد حالقين رؤوسهم وقد -. - تخللوا من احرامهم: أي قضوا حجهم، الشمط ج اشمط: وهو الذي خالط سواد شعره بياض الشيب " وشمط محفله " يقال منه: رجل ذو حفيل، وذو حفلة: ذو جد واجتهاد. فعلى ما اثبته الشيخ قدس سره، المعنى: انهم جادون في العبادة.
Sayfa 293