194

Tibyan

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Türler

Tefsir

تفسير التبيان ج1

قال الشاعر:

لا تهين الفقير علك أن

تركع يوما والدهر قد رفعه(1)

قال أبوزيد: الراكع: الذي يكبو على وجهه ومنه الركوع في الصلاة قال الشاعر:

وأفلت حاجب فوق العوالي

على شقاء تركع في الظراب(2)

والركعة: الهوة في الارض - لغة يمانية - قال صاحب العين: كل شئ ينكب لوجهه، فتمس ركبته الارض أولا تمس، بعد أن يطأطئ راسه، فهو راكع قال الشاعر:

ولكني أنص العيس تدمى

أياطلها وتركع بالحزون(3)

وقال لبيد:

أخبر أخبار القرون التي مضت

أدب كأني كلما قمت راكع

وقيل: إنه مأخوذ من الخضوع ذهب اليه المفضل بن سلمة والاصمعي قال الشاعر:

لا تهين الفقير علك أن

تركع يوما والدهر قد رفعه

والاول أقوى، لان هذا مجاز مشبه به وقوله: " واركعوا مع الراكعين " إنما خص الركوع بالذكر من أفعال الصلاة لما قال بعض المفسرين: إن المأمورين هم أهل الكتاب، ولا ركوع في صلاتهم وكان الاحسن ذكر المختص دون المشترك، لانه أبعد عن اللبس وقيل: لانه يعبر بالركوع عن الصلاة يقول القائل: فرغت من ركوعي أي من صلاتي وانما فعل ذلك، لانه أول ما يشاهد مما يدل على أن الانسان في الصلاة، لانا بينا أن أصل الركوع الانحناء فان قيل: كيف أمروا بالصلاة والزكاة وهم لا يعرفون حقيقة ما في الشريعة؟ قيل: إنما أمروا بذلك، لانهم أحيلوا فيه على بيان الرسول

---

(1) قائل هذا البيت الاضبط بن قريع الاسدي.

(2) شقاء: مؤنث الاشق وفرس اشق: يشتق في عدوه يمينا وشمالا الظراب ج ظرف - بفتح الظاء وكسر الراء وهي الرابية.

(3) انص العيس: استحثها اياطل: ج ايطل وهي الخاصرة ارض حزون: غليظة.

Sayfa 193