106

Tibyan

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Türler

Tefsir

من النار كيف تصرفت الحال لانه لا يلزمهم الاتقاء على التصديق بالنبوة إلا بعد قيام المعجزة فكأنه قال: فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فقد قامت الحجة ووجب اتقاء النار بالمخالفة.

وقوله: (اعدت للكافرين) لا يمنع من اعدادها لغير الكافرين من الفساق كما قال: (وإن جهنم لمحيطه بالكافرين)(1) لم يمنع ذلك من إحاطتها بالفساق والزناة والزبانية وقال قوم: هذه نار مخصوصة للكافرين لا يدخلها غيرهم والفساق لهم نار أخرى وقد استدل بهذه على بطلان قول من حرم النظر والحجاج العقلي بان قيل: كما احتج الله تعالى على الكافرين بما ذكره في هذه الآية وألزمهم به تصديق النبي صلى الله عليه وآله والمعرفة بان القرآن كلامه لانه قال: إن كان هذا القرآن كلام محمد فاتوا بسورة من مثله ودلهم بعقولهم أنه لو كان كلام محمد لتهيأ لهم مثل ذلك لانهم الذين يؤخذ عنهم اللغة واذا كان لم يتهيأ لهم ذلك علموا بعقولهم أنه من كلام الله وهذا هو معنى الاحتجاج بالعقول فيجب ان يكون ذلك صحيحا من كل واحد.

قوله تعالى: وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات

تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون(25)

اللغة: البشارة: هو الاخبار بما يسر المخبر به إذا كان سابقا لكل خبر سواه لان الثاني لا يسمى بشارة وقد قيل: إن الاخبار بما يغم ايضا يسمى بشارة كما قال تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم)(2) الاولى أن يكون ذلك مجازا وهي مأخوذة

---

(1) سورة التوبة: آية 50.

(2) سورة آل عمران: آية 21.

Sayfa 105