وأرمز (١) من كل ضرب من آدابه إلى بعض أصنافه، فلذلك أكثر ما أذكره بحذف أسانيده.
وإن كانت أسانيده بحمد الله عندي من الحاضرة العتيدة (٢)، فإن مقصودي التنبيه على أصل ذلك، والإشارة بما أذكره إلى ما حذفته مما هنالك.
والسبب في إيثار اختصاره، إيثاري حفظه وكثرة الإنتفاع به وانتشاره.
ثم ما وقع من غريب الاسماء واللغات في باب في آخر الكتاب، ليكمل انتفاع صاحبه، ويزول الشك عن طالبه، ويندرج في ضمن ذلك، وفي خلال الأبواب جمل من القواعد، ونفائس من مهمات الفوائد، وبين الأحاديث الصحيحة والضعيفة مضافات إلى من رواها من الأئمة الأثبات (٣) .
وقد ذهلوا عن نادر من ذلك في بعض الحالات.
وأعلم أن العلماء من الحديث وغيرهم جوزوا العمل بالضعيف في فضائل الأعمال (٤) ومع هذا، فإني أقتصر على الصحيح، فلا أذكر
_________
(١) أصل الرمز: هو الاشارة بعين، أو حاجب، أو شفة، ثم استعمل في الكتاب تجوزا.
(٢) عتد الشئ بالضم عتادا بالفتح بمعنى حضر.
اه - مختار (٣) ورجل ثبت، ساكن الباء متثبت في أموره، والجمع أثبات كسبب وأسباب.
اهـ - مصباح.
(٤) وقال في شرح التقريب للامام السيوطي: ويجوز عند أهل الحديث وغيرهم، التساهل في الاسانيد، ورواية ما سوى الموضوع من الضعيف، والعمل به من غير بيان ضعفه في غير صفات الله تعالى والاحكام: الحلال والحرام وغيرهما.
اهـ -.
وذلك كالقصص، وفضائل الاعمال والمواعظ وغيرهما مما لا تعلق له بالعقائد والاحكام، وقد بسطت هذا البحث في تعليقي على كتاب المؤلف " الفتاوي " ص ٢٦٦ ط الخامسة مفيدا فارجع إليه تجد ما يسرك.
كتبه محمد.
(*)
1 / 11