[4] قوله تعالى {فاعفوا واصفحوا} [البقرة: 109].
قيل: منسوخة بآية السيف](1) وقيل: هي ثابته، والمراد بالصفح الإعراض عنهم والصد عن أذاهم، وفيه إشارة الى حسن الأخلاق، والأول هو الوجه.
[5] قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة: 115].
قال السيد الإمام المقتصد العالم عبدالله بن الحسين بن القاسم عليه السلام(2) لما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة أمره الله تعالى بالصلاة إلى بيت المقدس، وأنزل الله عليه:
{ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة: 115] فكان -صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي إليه لما أراد الله من "تقريب" أهل المدينة، ومن حولها، وذلك أن أكثرهم كانوا يهودا، وكانوا يعظمون بيت المقدس، فلما صلى إليه عظم أمره عند اليهود، ووقع ما يدعوا إليه في قلوبهم، وقالت قريش: ما صرفه عن قبلة آبائه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- [19-أ] يحب قبلة أبيه ابراهيم -عليه السلام- وذلك أنها قبلة جميع الأنبياء -عليهم السلام- غير أنه لم يكن أحد أمره الله ببناء البيت، ولا دل عليه إلا إبراهيم، وأما الأنبياء [من قبله] فكانوا يتعبدون بالصلاة إليه والقصد، وكان -صلى الله عليه وآله وسلم- يدعو إلى الله سبحانه.
Sayfa 58