قال العلماء في هذا الحديث فائدتان:
إحداهما أنه عليه الصلاة والسلام تكلم بالفارسية، والثاني أن الصلاة قد تبرئ من وجع الفؤاد والمعدة، والأمعاء، ولذلك ثلاث علل: الأولى أمر إلهي حيث كانت عبادة، والثانية أمر نفسي، وذلك أن النفس تلهى بالصلاة عن الألم ويقل إحساسها به فتستظهر القوة على الألم فتدفعه، والماهر من الأطباء يعمل كل حيلة في تقوية القوة، فتارة يقويها بالتغذية، [وتارة بتحريك السرور والفرح] وتارة بالرجاء، وتارة بالحياء، وتارة بالخوف.
والصلاة قد تجمع أكثر ذلك، لما يحصل للعبد فيها من الخشية والخوف والرجاء والحياء والحب، وتذكر الآخرة: ما يقوي قوته ويشرح صدره، فيندفع بذلك مرضه.
ويروى عن بعض ولد علي أنه كان به جراح فلم يمكنهم بطه، فأمهله أهله حتى دخل في الصلاة ثم تمكنوا منه، فلم يكترث لاستغراقه في الصلاة.
وكان أبو أيوب يأمر أهله إذا كان في البيت بالسكوت، فإذا قام إلى الصلاة أمرهم بالكلام وكان يقول لهم: إني لا أسمع كلامكم وأنا في الصلاة. وانهدم حائط المسجد وهو في الصلاة فلم يلتفت.
وفي الصلاة أيضا أمر طبيعي رياضة النفس ورياضة الجسد، لأنها جامعة بين قيام، وركوع، وسجود، واستكانة، وجميعة، وإخلاص، وعبادة، وخضوع، وذلة وغير ذلك، التي تتحرك معها مفاصل البدن ويتلين بها أكثر الأعضاء، لا سيما المعدة والأمعاء، وما أقوى معاونتها على دفع الأخبثين وحدر الطعام عن المعدة.
Sayfa 282