وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان سليمان عليه السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فسألها: ما اسمك، وما نفعك؟ فيكتب ذلك).
وقد رأينا الناس وبعض الحيوان يستعلمون الطب طبعا وإلهاما.
قال: كل من أحس بالجوع طلب الغذاء، وكذلك إذا عطش طلب الماء، وإذا كرب تبرد، وبالضد، وإذا أتخم أعرض عن الأكل، وهذا من الطب.
والحية إذا خرجت بعد الشتاء وقد قل بصرها فتأتي الرازيانج فتأكل منه وتقلب عينها عليه فتبصر. وقد نبه الأطباء على استعماله عند ظلمة البصر.
وكذلك الطائر الغواص على السمك إذا احتبس طبعه، فيحقن نفسه بماء البحر، وقد تقدم الكلام عليه.
وفرخ الخطاف إذا عمي حملت إليه أمه نبات الماميران من الصين فيبصر.
والنسر إذا عسر على الأنثى بيضها أتى الذكر الهند، وأخذ الحجر المسمى ((باكتمت)) وهو كالبندقة إذا حركته سمعت من جوفه حركة، فيضعه تحتها، فيسهل بيضها.
والثعلب في الربيع إذا مرض يأكل حشيشا يسهله فيصح، وكذلك الهر تأكله فيعينها على القيء، ومعلوم أن الحشيش ليس من أغذيتها.
فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
وقال هشام بن عروة: ما رأيت أحدا أعلم بالطب من عائشة. فقلت: يا خالة، ممن تعلمت الطب؟ قال: كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض، فأحفظ.
وعنه قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين، أعجب من بصرك بالطب! قالت: يا ابن أختي، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طعن في السن سقم، فوفدت الوفود فتنعت، فمن ثم [رويت عنه].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (يا ابن أختي كان يمرض الإنسان من أهلي فيبعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغية فأنعته للناس). رواهما أبو نعيم.
Sayfa 229