ويزعم أنه أنفق أثناء المجاعة ما يزيد على خمسة «تالنتات» (تبرع بها على شكل هبات) للمواطنين الفقراء؛ إذ لم يكن من الممكن أن يقول لا. (6)
وعندما يطلب من أحدهم أن يحسب بنفسه «قيمة» النقود التي يحصيها بعناية من ذوات الآحاد والآلاف (أي من المينات والدراخمات)، وبعد أن يختلق اسما محترما أمام كل هبة «أو تبرع» قدمه، يصل بإحصائه إلى عشرة تالنتات، ثم يؤكد أن هذا هو المبلغ الذي تصدق به لمساندة «المواطنين»، وأنه لم يحسب معه المبالغ التي تبرع بها (على نفقته الخاصة) لتجهيز السفن الحربية أو للصالح العام. (7)
وإذا ذهب إلى سوق الخيول تظاهر أمام التجار بأنه يريد أن يشتري خيولا جيدة (أو أصيلة). (8)
وفي دكاكين تجار الأقمشة (تجده) يبحث عن ملابس بما يبلغ قيمته «تالنتين»، ثم يعنف عبده لأنه جاء في صحبته دون أن يحضر معه شيئا من عملاته الذهبية. (9)
وعلى الرغم من أنه يسكن في بيت بالإيجار، إلا أنه يزعم لشخص لا يعلم «هذه الحقيقة» أنه قد ورثه عن أبيه، وأنه ينوي أن يبيعه لأنه أضيق من أن يتسع لضيوفه.
الفصل الرابع والعشرون
المتعجرف
(1)
العجرفة هي التقليل من شأن سائر الناس فيما عدا المتعجرف ذاته. أما المتعجرف فهو الشخص الذي: (2)
يقول لمن يريد أن يتكلم معه على عجل إنه يستطيع أن يقابله بعد تناول الغداء أثناء قيامه بنزهته. (3)
Bilinmeyen sayfa