6
والطبيب إيراسستراتوس،
7
والفيلسوفان ستراتون
8
وأركيزيلاوس.
9
أما عن حياته الخاصة، فالمعروف أنه آثر أن يبقى عزبا حتى لا يعطله الزواج أو تعوقه تكاليف الأسرة عن التفرغ للنظر والتأمل الفلسفي. وقد امتد به العمر وعاجلته متاعب الشيخوخة، فكان لا يتحرك في أخريات أيامه إلا على نقالة، وأغلب الظن أنه ظل متشبثا بالقيام بواجبه نحو مدرسته وتلاميذه حتى جاءت النهاية المحتومة بعد الخامسة والثمانين (حوالي 286 أو 287ق.م.)، فشيعه جمهور كبير من المواطنين إلى مثواه الأخير في أثينا. (3)
كان ثيوفراسط في العشرين من عمره عندما دخل أكاديمية أفلاطون، واختار أن يأخذ العلم على أرسطو الذي يكبره باثني عشر عاما - كما سبق القول - وتوثقت العلاقة بينهما على مدى ثلاثين سنة، فأصبح مساعده وزميله في البحث والدراسة وأقرب أصدقائه إليه، ثم كان عليه وهو في الخمسين من عمره أن يخلف المعلم والصديق في رئاسة مدرسته لمدة تربو على الخمسة والثلاثين عاما. ولا شك أن السؤال الذي يخطر على البال هو إلى أي حد تأثر في أعماله - التي فقد أغلبها ولم يبق من معظمها سوى شذرات متناثرة - بمعلمه الكبير، وهل استطاع أن يستقل بفكره وفلسفته ويكون لنفسه نسقا خاصا به، هذا إذا ثبت وجود مثل هذا النسق على الإطلاق؟ والجواب على هذا السؤال المركب يحتاج للنظر في أعمال ثيوفراسط ومنهجه في البحث والآراء المختلفة حول هذا الموضوع.
الواقع أننا لن نستطيع أن نحدد عدد البحوث التي تركها ثيوفراسط تحديدا دقيقا. وعلى الرغم من وجود ثبت قديم لأعماله يحتوي على أكثر من مائتي عنوان، فبعض هذه العناوين مكرر، وبعضها الآخر لا يخرج عن كونه فصولا من كتب أكبر.
Bilinmeyen sayfa