في إقليم البنغال في الهند، الذي عاش فيه الكاتب، من الشائع أن يسمع المرء الأطفال الإنجليز الذين في عمر الثالثة أو الرابعة وولدوا في هذه الدولة؛ يتحدثون بطلاقة في أوقات مختلفة مع والديهم بالإنجليزية، ومع المربيات بالبنغالية، ومع البستانيين باللغة السنتالية، ومع الخدم في المنزل باللغة الهندوستانية.
3
إن إحدى اللحظات المهمة في السنوات الأولى من حياة الأطفال الذين سيصبحون ثنائيي اللغة، هي عندما يبدءون الذهاب إلى المدرسة والتعامل مع الأطفال الآخرين. إذا كانت لغة المدرسة أو البيئة مختلفة عن اللغة المستخدمة في المنزل، فإن الأطفال سيكتسبونها، أحيانا بسهولة وأحيانا بمزيد من الصعوبة (انظر الفصل التاسع عشر الذي يتحدث عن الثنائية اللغوية والتعليم). على سبيل المثال: تخبرنا عالمة الأنثروبولوجيا كارول باربر، التي درست هنود الياكي في ولاية أريزونا، أن أطفالهم، الذين تكون الياكية هي لغتهم الأولى، يكتسبون لغتيهم الثانية والثالثة في سن الخامسة أو السادسة تقريبا؛ الإسبانية عبر التواصل مع الأطفال الأمريكيين الذين من أصل مكسيكي داخل المدرسة وخارجها، والإنجليزية في المدرسة، حيث تكون هي لغة التعليم.
4
بالمثل يكتسب الأطفال التنزانيون الصغار على الأقل ثلاث لغات: اللغة المحلية في المنزل ومحيطهم المباشر، والسواحلية في المجتمع والمدرسة، والإنجليزية في المدرسة.
5
وإذا بدأ نظام المدرسة نفسه باستخدام لغة واحدة في التدريس، ثم انتقل إلى لغة أخرى، فيمكن اكتساب كثير من اللغات . تخبرنا ماري-بول ماورر عن ليتيشا، وهي طفلة صغيرة برتغالية الأصل تعيش في لوكسمبورج؛ كانت البرتغالية لغتها الأولى، لكنها عندما ذهبت إلى الحضانة، اكتسبت اللهجة اللوكسمبورجية، وهي إحدى اللهجات الألمانية؛ بعد ذلك تحولت في المدرسة إلى دراسة اللغة الألمانية القياسية في الصف الأول، ودخلت الفرنسية كلغة «ثانية» في الصف الثاني، وكانت ليتيشا الصغيرة تأخذ أيضا دروسا في البرتغالية مرتين في الأسبوع.
6
في ظل هذا المثال، لا عجب إذا في كون الناس في لوكسمبورج من بين أكثر الأشخاص المتعددي اللغات في العالم!
مع تقدم الأطفال في العمر، قد تؤدي الأحداث المختلفة في حياتهم إلى اكتسابهم لغة ثانية أو ثالثة أو رابعة. وتعتبر الهجرة أحد هذه الأحداث المهمة؛ فيواجه فعليا ملايين المهاجرين إلى أمريكا الشمالية وأوروبا لغة الدولة الجديدة في مرحلة الطفولة والمراهقة. تحكي إيفا هوفمان، مؤلفة كتاب «فقد في الترجمة» بوضوح شديد يومها الأول في إحدى المدارس الكندية وهي في الثالثة عشرة من عمرها، ومعها أختها، قائلة:
Bilinmeyen sayfa