2
كتب لي شخص ثنائي اللغة في الفرنسية والإنجليزية ذات مرة يقول:
أنا أعلم أنني أصبح أكثر عدوانية وأكثر تهكما عندما أتحدث بالفرنسية، كذلك أصبح أكثر تعسفا وتعصبا عند الدفاع عن ادعاءاتي.
وقال أحد ثنائيي اللغة في اليونانية والإنجليزية:
عندما أتحدث بالإنجليزية، يكون كلامي مهذبا للغاية وبنبرة هادئة، وأقول دوما: «من فضلك» و«أستميحك عذرا». أما عندما أتحدث باليونانية، فيصبح حديثي أسرع، وتنم نبرة صوتي عن القلق، وأتحدث بطريقة غير مهذبة إلى حد ما، ولا أستخدم أيا من سمات حديثي بالإنجليزية.
أخيرا، كتب لي أحد الأشخاص الثنائيي اللغة في الروسية والإنجليزية:
وجدت أنني عندما أتحدث بالروسية أشعر بأني مهذب و«رقيق» أكثر. أما عند الحديث بالإنجليزية، فأشعر أنني أصبح أكثر «قسوة» و«عملية».
من ثم، نرى أن كلا من الشخصين الثنائيي اللغة في الفرنسية والإنجليزية، واليونانية والإنجليزية، يشعر بأنه يصبح أكثر عدوانية وتوترا عند الحديث بالفرنسية أو اليونانية، على التوالي، مقارنة بالإنجليزية، أما الشخص الثنائي اللغة في الروسية والإنجليزية، فيشعر برقة أكثر عند حديثه بالروسية.
أشارت الكتابات في هذا المجال إلى الانطباعات المشتركة لدى الأشخاص الثنائيي اللغة هؤلاء وغيرهم؛ فقد لاحظ روبرت دي بيترو، العالم اللغوي الذي كان هو نفسه ثنائي اللغة في الإنجليزية والإيطالية، أن أسلوب صاحب أحد محلات الجزارة الموجودة في واشنطن، الذي كان أمريكيا من أصل إيطالي، كان يختلف مع تغييره اللغة التي يستخدمها؛ فقد كان أسلوب تعامله رسميا إلى حد ما عند حديثه بالإنجليزية، بينما كان يلقي الدعابات وأحيانا حتى يغازل النساء الشابات بلطف عند حديثه بالإيطالية.
3
Bilinmeyen sayfa