6
يجدر بنا ذكر أن التبديل اللغوي يمكن أن يحدث أيضا بأشكال مختلفة؛ فيغير بعض الأشخاص الثنائيي اللغة لغاتهم عند الكتابة، على سبيل المثال (في الخطابات، ورسائل البريد الإلكتروني، إلى آخره)، لكنهم يميلون إلى تمييز الكلمات بعلامات اقتباس أو بوضع خط تحتها؛ فهم يدركون أن القارئ قد يتعرض للتضليل إن لم يتخذوا هذا الإجراء الاحترازي. بالطبع عندما تكتب لنفسك (عند تسجيل ملحوظات على سبيل المثال)، فإنك تستخدم أية لغة، وكثير من الأشخاص الثنائيي اللغة أمثالنا يسجلون ملاحظات متعددة اللغات مع عدم تمييز التبديل اللغوي الذي تمتلئ به. قد يحدث التبديل اللغوي أيضا بين لغة شفوية ولغة إشارة. أجرى بول بريستون، وهو ثنائي اللغة في لغتي الإشارة الإنجليزية والأمريكية، مقابلة مع عدد من البالغين الثنائيي اللغة ممن يستطيعون السمع وولدوا لوالدين أصمين. بينما أجريت معظم المقابلات باللغة الإنجليزية، فإنه لاحظ أن المشاركين كانوا يتحولون أحيانا إلى استخدام لغة الإشارة. الأسباب التي قدمها لذلك تشبه كثيرا تلك التي ذكرتها للتو؛ فقد تحول المشاركون لديه إلى استخدام لغة الإشارة عندما شعروا أنها ستعبر عن مفهوم ما على نحو أفضل، وعندما عجزوا مؤقتا عن التفكير في مقابل إنجليزي للمفهوم، وعندما كانوا يعبرون عن الصم، وعندما تأثروا عاطفيا لدرجة عدم قدرتهم على التحدث.
7
في السنوات الأخيرة، أجرى علماء اللغة أبحاثا كثيرة لكي يفهموا على نحو أفضل طريقة حدوث التبديل اللغوي؛
8
وكانت إحدى النتائج إدراك أن التبديل اللغوي، بدلا من كونه خليطا اعتباطيا وغير نحوي للغتين، يتبع ضوابط صارمة للغاية، ويطبقه الأشخاص الثنائيو اللغة الذين يجيدون لغتيهم. كتبت عالمة اللغة شانا بوبلاك، الخبيرة الرائدة في مجال التبديل اللغوي تقول:
إن التبديل اللغوي مهارة شفوية تحتاج إلى درجة كبيرة من الإجادة اللغوية في أكثر من لغة، وليس قصورا ينتج عن عدم كفاية المعرفة بإحدى اللغات. فبدلا من كونه يعبر عن سلوك شاذ، هو فعليا مؤشر معبر عن درجة الإجادة للغتين.
9
تظهر أبحاثي في الجوانب الصوتية في آلية التبديل اللغوي حدوث تحول صوتي مفاجئ وكامل إلى اللغة الأخرى في عملية التبديل، لكن قد يتم الاحتفاظ أحيانا بوزن اللغة الأساسية.
10
Bilinmeyen sayfa