سنعرض فيما يلي، بالإضافة إلى تناول معياري الطلاقة والاستخدام، بعض العوامل الأخرى التي تساعد في وصف الأشخاص الثنائيي اللغة، مثل: نوعية اللغات التي يستخدمونها، والغرض من استخدامها، وتاريخهم اللغوي، وإتقانهم للمهارات اللغوية المختلفة، والأوضاع اللغوية التي ينتقلون بينها، وما إذا كانوا ثنائيي الثقافة أيضا أم لا. (1) الطلاقة أم الاستخدام؟
منذ عدة سنوات سألت بعض الطلاب الجامعيين الأحاديي اللغة عما يفهمونه عندما أخبرهم أن شخصا ما ثنائي اللغة في اللغتين الإنجليزية والفرنسية، فكانت الإجابة الأكثر ورودا (من 36 في المائة من الطلاب) أن هذا يعني أن هذا الشخص يتحدث باللغتين بطلاقة. وعندما طلبت منهم تحديد أهمية الطلاقة على مقياس من 1 إلى 5، بحيث يكون 1 ليست مهمة، و5 شديدة الأهمية، أعطوا «الطلاقة في اللغتين» متوسط تقييم مرتفعا وصل إلى 4,7.
تنتشر فكرة أن معنى كون المرء ثنائي اللغة أنه يتحدث لغتين بطلاقة. أمعنت نانسي هيوستن - الكاتبة الثنائية اللغة ذات الأصل الكندي لكنها عاشت في فرنسا لعدة سنوات - التفكير في ثنائيتها اللغوية والثقافية، وكتبت عن الأمر. وسأذكر آراءها في أجزاء كثيرة من هذا الكتاب. ترى هيوستن أن الأشخاص الثنائيي اللغة الحقيقيين هم الذين يتعلمون إتقان لغتين منذ مرحلة مبكرة في طفولتهم، والذين يستطيعون التنقل ذهابا وإيابا بينهما بسلاسة ودون عناء.
1
كما أن بعض علماء اللغة طرحوا الطلاقة اللغوية بوصفها السمة المميزة للأشخاص الثنائيي اللغة؛ فقد كتب عالم اللغة الأمريكي ليونارد بلومفيلد، على سبيل المثال، يقول إن الثنائية اللغوية هي التحكم في لغتين كأنهما لغتان أصليتان.
2
وبعد عدة عقود، تشدد أكثر المحاضر والمترجم الشفوي الدبلوماسي كريستوف تيري عندما كتب يقول:
إن الشخص الثنائي اللغة الحقيقي هو من يراه أعضاء مجموعتين لغويتين مختلفتين، لديهما المستوى الاجتماعي والثقافي نفسه تقريبا؛ واحدا منهم.
3
وقد أفاد بأن الأشخاص الثنائيي اللغة «الحقيقيين» الذين درسهم، قد تعلموا لغاتهم في صباهم (قبل سن الرابعة عشرة)، وتحدثوا باللغتين في المنزل، وتنقلوا ذهابا وإيابا بين مجتمعين لغويين، ودرسوا بلغتيهم. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد لديهم لكنة في أي من اللغتين، ويتقنون جميع المهارات اللغوية في اللغتين، ولا يدعون إحدى اللغات تتداخل مع الأخرى عند تحدثهم مع أحاديي اللغة.
Bilinmeyen sayfa