Sonra Güneş Doğar

Servet Abaza d. 1423 AH
76

Sonra Güneş Doğar

ثم تشرق الشمس

Türler

وتمعنت إجلال هانم الخبر هنيهة، ثم أشرق وجهها بالفرح وقالت: صحيح؟! - ما رأيك؟ - وهل نجد لها خيرا منه؟ - ألا تخشين شيئا؟ - أن يكون طامعا في مالها؟! - لا، ليس هذا ما أخشاه. - إذن؟! - ألا تخشين أن يكون يسري يحاول أن يضحي بنفسه ليشكرنا؟ - يا أخي ما هذا الكلام؟ إنك لم تقدم له ما يجعله يضحي بنفسه من أجلك. إنك عينته وليست هذه بالخدمة التي يضحى من أجلها شاب في سن يسري بمستقبله كله، لو لم يكن يريدها ما طلبها، دع عنك هذا التفكير. - لعلك على حق، ولكنني على كل حال سأسأله. - أنت حر، ولكن ألا تسأل فايزة؟ - بالطبع، ولكن سأنتظر حتى أتأكد من رغبته، فإنني أخشى ألا يكون واثقا من شعوره أو يكون مندفعا في تيار التضحية، فتصدم البنت صدمة عنيفة. - ما ترى. •••

جاء يسري إلى البيت بعد يومين، وانفرد به عزت باشا وبدأه قائلا: يسري، هل أنت واثق أنك تريد فايزة؟

وقال يسري في جرأة، فقد أصبح الأمر ميسورا بعد الحديث الأول: بالطبع يا عمي، إنها أمنيتي. - يا ابني، أنا لم أفعل لك شيئا يذكر. وأني سعيت من أجلك لتعين أمر لا يستحق منك أن تبذل أي تضحية، فإن كان طلبك هذا مبعثه شكران أو إحساس بالمعروف، فأعف بنتي العاجزة أن تكون وسيلة لشكرانك، وأعف نفسك من مستقبل طويل في ظل زواج لا يقوم على أسس سليمة.

وأحس يسري وخزة ألم أن يظن به عمه هذه المثالية التي لم تخطر في ذهنه على بال، ولكن سرعان ما استجمع نفسه وهو يقول: إنك يا عمي قد قدمت لنا أفضالا كثيرة، وقد رعيتنا خير رعاية بعد وفاة المرحوم والدنا، وقد عينتني وعينت أخي خيري من قبل، لقد بذلت لنا الكثير، ولكن زواجي من فايزة أعتبره أنا إذا سمحت به أكبر فضل أضفيته علينا. - أنت واثق من شعورك هذا؟

وقال يسري في حزم: كل الثقة يا عمي. - إذن فأنا موافق على الزواج ومرحب به، وكذلك إجلال، ولكن لا بد أن أسأل فايزة، وقريبا ستسمع الجواب. •••

جلس عزت باشا وإجلال هانم في حجرة النوم، وطلبا فايزة أن تحضر إليهما. وما إن استقر بها مجلسها حتى لاحظت هذه الإشراقة على وجه أمها، وتلك الابتسامة المترددة بين الخوف والفرح على فم أبيها، فانتظرت حتى ترى ما يخفيان. وقدم إليها أبوها ورقة مكتوبا عليها: «يسري يريد أن يخطبك.» وامتقع وجهها في اندهاشة المبدوه الذي لا يتوقع، وسارع لسانها يقول في عجب: أنا؟!

وهز أبوها رأسه وهزت أمها رأسها أن نعم. وقالت الأم: «نعم.» وفهمت فايزة الإيماءة واستنتجت حركة الشفاه استنتاجا، ثم سكتت وما لبثت الدموع أن أشرقت من عينيها وهي تغالبها في حيرة وذهول، وقد انعدمت مشاعرها لا تدري أخير ذلك الذي يعرض عليها أم هو شر، فهي لم تقرر من أمر نفسها شيئا منذ أدركت الأشياء، وها هي ذي تواجه هذا الأمر، أهم ما يؤخذ فيه رأي فتاة، إنها حياتها، فكرت بعض الحين ثم قالت: وأترككما؟!

وأشار أبوها أن لا، وقالت الأم: لا، فقالت فايزة: ما رأيكما؟

وكتب لها أبوها أنهما موافقان، فقالت: لماذا يخطبني؟!

وكتب لها أبوها: «ابن عمك ويريدك، ما الغرابة في هذا؟»

Bilinmeyen sayfa