ويحاول محسن أن يجلس معه فيهدده إن فعل أن يترك البيت، فلا يجد محسن مناصا من طاعته. •••
يبقى خيري منفردا لحظات، ثم ما تلبث وفية أن تخرج إليه وتعجب لوجوده، فما كانت تعلم أنه ما زال بالبيت. تلقي إليه ابتسامة وتذهب إلى الخدم تأمرهم أن يعدوا مشروبا ساخنا لأختها، ثم تعود إلى خيري فتجلس إليه.
يرنو خيري إليها طويلا حائرا لا يدري كيف يبدأ الحديث، وتظل هي تنتظر أن يفرج شفتيه عن أي كلام، حتى إذا يئست قالت: لماذا لم تدخل؟
وأفاق خيري دهشا يسأل: أين؟ - عند فايزة. - آه، كيف هي الآن؟ - الحرارة مرتفعة. - بسيطة إن شاء الله، وفية. - هه.
وحل الصمت بينهما مرة أخرى، ثم عاد خيري يقطعه قائلا في نفس النغمة الملهوفة التي ناداها بها: وفية.
وتطلق وفية «هيه» ممدودة، كأنما خيل إليها أنه لن يسمعها إذا هي لم تمدها، وإن تكن قد صحبتها بابتسامة عذبة، ويتحفز هو مرة أخرى وهو يقول: وفية هل ... هل ... - هيه، هل ماذا؟
ويومض في ذهنه باب آخر يستطيع أن يدخل منه إلى الحديث الذي يريد، فيقول: هل تعرفين ماذا قالت لي نينا اليوم؟
وازدادت الابتسامة إشراقا في وجه وفية وهي تقول: وكيف أعرف؟ - هل تستطيعين أن تحزري؟
وابتسمت وفية وهي تقول: اذكر لي رأس الموضوع على الأقل.
ولم يكن خيري يتوقع هذا السؤال، فحار ماذا يقول إلا أن يردد في محاولة للتفكير: رأس الموضوع، رأس الموضوع. - نعم، فيم كان حديثكما؟ - حزري. - اذكر لي الموضوع، وسأحزر التفاصيل.
Bilinmeyen sayfa