Thoughts on Wahhabism
خواطر حول الوهابية
Yayıncı
دار التوحيد للتراث
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Yayın Yeri
الإسكندرية
Türler
تدليس رخيص
لقد بلغ التدليس ببعض المشنعين إلى حد أنهم نسبوا الوهابية إلى دعوة خارجية إباضية في شمال أفريقية، دُفن خبرها في سجل التاريخ، وكانت قد نبغت في القرن الثاني الهجري، وعرفت باسم "الوهابية" نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي، الذي عطل الشرائع الإسلامية، وألغى الحج، وحصل بينه وبين معارضيه حروب، وقد توفي سنة (١٩٠ هـ) أو (١٩٧ هـ) بمدينة تاهرت بالشمال الأفريقي، وكان الونشريسي المتوفي في (٩١٤ هـ) بفاس بالمغرب قد ذكر في كتابه "المعيار" (١١/ ١٦٨) أن اللخمي (ت ٤٧٨ هـ) سئل عن أهل بلد بني عندهم الوهابيون مسجدًا، ما حكم الصلاة فيه؟
فأجاب: "هذه فرقة خارجية ضالة كافرة، قطع الله دابرها من الأرض، يجب هدم المسجد، وإبعادهم عن ديار المسلمين" (١) اهـ.
فطار المدلِّسون بهذا فرحًا، ونشروا تلك الفتوى ونظائرها، مع أن بين وفاة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (ت ١٢٠٦ هـ) -رحمه الله تعالى- وبين وفاة عبد الوهاب بن رستم أكثر من ألف سنة، وبينه وبين اللخمي (٧٢٨) سنة، وبينه وبين الونشريسي (٢٩٢) سنة، ومع ذلك طوعت لهم أنفسهم أن يشنعوا على دعوة شيخ الإسلام بهذا الأسلوب الظالم (٢).
(١) انظر: "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" للدكتور محمد بن سعد الشويعر -حفَظه الله-. (٢) ويشبه هذا ما قاله "زويمر" كبير المنصِّرين: "إن ابن القيم تُشَبَّهُ أفكاره وآراؤه بآراء الوهابيين"، =
1 / 43