171

ثم أبصرت الحقيقة

ثم أبصرت الحقيقة

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Türler

مناقشة أدلة الإمامة عند الشيعة الإثني عشرية
إنّ فضائل أهل البيت كثيرة ونصيب الإمام علي بن أبي طالب منها كبير، ولا يجحد فضائله أو فضائلهم إلا ناصبي حاقد أو جاهل لا يعرف لهم حقهم ومكانتهم.
لكن الاعتقاد بفضلهم والتدين بحبهم أمر، والاستدلال بهذه الفضائل على عصمة بعضهم ووجوب امتداد الخلافة في إثني عشر رجلًا منهم وتفضيلهم على أنبياء الله تعالى بمن فيهم أولو العزم من الرسل ما عدا محمدًا ﵌ أمر آخر لا يمت بصلة إلى تلك الفضائل المحكية في حقهم وإلى بطولاتهم التي سطّرها لهم التاريخ.
فلمحبة أهل البيت ولفضائلهم ضوابط تحكمها وتحدد مسارها وإلا لقال كل قائل ما يحلو له باسم حب أهل البيت!
ولهذا كان الإمام علي بن الحسين يقول: (أحبونا حب الإسلام لله ﷿، فإنه ما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارًا) (١).
لقد ضاق الإمام زين العابدين ذرعًا بأولئك المغالين الذين أضفوا على حب آل البيت معاني لا يرتضيها أهل البيت أنفسهم.
والحديث عن الإمامة وعصمة الأئمة ومعجزاتهم ومناقشة هذه المواضيع بات اليوم كالحديث عن المسيح ﵇ وطبيعته البشرية.
إنّ مناقشة أدلة الإمامة عند الشيعة الإثني عشرية تعود بي زمنًا طويلًا إلى أيام مضت كنت مهتمًا فيها بمناظرات الداعية الإسلامي المتميز أحمد ديدات ومؤلفاته.

(١) حلية الأولياء ٣/ ١٣٦

1 / 178