[خبر الغدير]
هذا وأما خبر الغدير الذي قد طار في الآفاق، واشتهر في جميع البلدان، فهو متواتر وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخذ بيد علي عليه السلام فقال: ((ألست أولى بكم من أنفسكم!؟)). قالوا: بلى يا رسول الله ثم قال لهم:
(195) ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاده، وانصر من نصره واخذل من خذله)) عن رغامة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم رضي الله عنهم وقد صرحوا بذلك في مصنفاتهم وجواباتهم ومن ذلك ما صرح به الإمام المشهور القاسم بن محمد في (الأساس) وشارحه سيد المحققين أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي، وكذلك صرح بتواتره الإمام شرف الدين في (القصص الحق في مدح خير الخلق )، في قوله:
وهو الحديث اليقين الكون ...إلخ
وكذلك شارحه محمد يحيى بهران، فإنه صرح: بأنه متواتر، وروى عن (الذهبي)ما لفظه بعد البيت السابق: كأنه إشارة إلى كلام ذكره الحافظ الذهبي، في تذكرته حيث قال: اعتنى بحديث غدير خم محمد بن جرير الطبري فجمع فيه مجلدين. أورد طرقه وألفاظه. قال الحافظ الذهبي: (بهرني كثرة طرقه فقطعت بوقوعه) فظاهر كلامه أنه كان قبل ذلك لا يقطع بصحته، وقال في بعض كتبه: (وصدر الحديث متواتر متيقن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاله، قال ابن كثير: يعني قوله ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
قال الذهبي: وأما ((اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) فزيادة قوية الإسناد صححها أبو زرعة. انتهى.
Sayfa 81