فذاك مربي الروح والروح جوهر .... وهذا مربي الجسم والجسم من خزف وبهم يكمل الإيمان، ويسعد أهل الزمان، ويصلح بهم الرعية والسلطان، ويرغم أنف الشيطان، إصطفاهم رب الأرباب، وأورثهم السنة والكتاب، أحيا الله بهم الدين، وجعلهم أئمة للمسلمين، وقدوة للمهتدين، وكعبة للمسترشدين، والدليل على ذلك قول الله تعالى:?قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون?[الزمر:9] وقوله تعالى: ?ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا?[البقرة:269] وقوله تعالى: ?إنما يخشى الله من عباده العلماء?[فاطر:28] وقوله تعالى: ?رب زدني علما?[طه:114] (وقوله تعالى): ?وما يعقلها إلا العالمون?[العنكبوت:43].وقوله تعالى: ?شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط?[آل عمران3:18] وقوله تعالى: ?وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم?[آل عمران:7].
ويقال: سادات الناس ثلاثة: الملائكة، والأنبياء، والملوك، وكلهم أجمعوا على تعظيم العلماء، فالملائكة سجدوا لآدم صلى الله على نبينا وعليه لعلمه، وموسى عظم الخضر على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وملك مصر عظم يوسف عليه السلام لعلمه ويكفيك دليلا على فضله كونه يحرسك والمال تحرسه وهو يزكو مع الإنفاق، والمال ينقص معه، وما من أحد إلا وهو يريد العلم ويكره الجهل، ما ذلك إلا لأنه ارتكز في العقول، أنه صفة مدح، والجهل صفة ذم.
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
(1) ((العلماء ورثة الأنبياء)).
Sayfa 38