185

These Are Our Morals When We Truly Believe

هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

Yayıncı

دار طيبة للنشر والتوزيع

Baskı

الثانية

Yayın Yılı

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

الرياض - المملكة العربية السعودية

Türler

حرًّا، فيُعان المجاهد على التحرر من طغيان الطغاة والبغاة، كما يعان المكاتب على التحرر من ذل الرق، ويعان الشاب على التحرر من رق الشهوة، ويُحصَّن المسلم من كل صور الاستعباد والذل بتقديم العون له.
وفي التعامل مع الخدم والرقيق وجه رسول الله ﷺ إلى معاونة أحدهم على ما يقوم به من أمر الخدمة: «إخوانكم فأحسِنوا إليهم أو فأصلحوا إليهم، واستعينوهم على ما غلبكم، وأعينوهم على ما غلبهم» (١).
وفي قصة تحرر سلمان برزت أسمى صور التعاون؛ حيث وجَّه رسول الله ﷺ سلمان للمكاتبة وقال للصحابة: «أعينوا أخاكم»، وكان سيده قد طلب منه ثلاثمائة نخلة يزرعها ومالًا يؤديه ليحرره، فتطوع كل منهم بثلاثين نخلة وبخمس عشرة نخلة وبعشر حتى سدَّدوا عنه ثلاثمائة نخلة، وأعانه الصحابة في الحفر لها، وأعانه رسول الله ﷺ في زراعتها، ولما أُتي رسول الله ﷺ بمثل بيضة الدجاجة من ذهب في بعض المغازي دعا سلمان وقال له: «خذ هذه فأدِّ بها ما عليك ..» (٢)، وبذلك أعتق سلمان ﵁.
وكل ما يخطر على البال من صور التعاون بين المؤمنين يعمُّه قول رسول الله ﷺ: «مَن نفَّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومَن يسَّر على مُعسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة،

(١) مسند أحمد ٥/ ٥٨.
(٢) مسند أحمد ٥/ ٤٤٣.

1 / 216