The World of the Righteous Angels
عالم الملائكة الأبرار
Yayıncı
مكتبة الفلاح
Baskı Numarası
الثالثة
Yayın Yılı
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
Yayın Yeri
الكويت
Türler
ورأيت جبريل ﵇، فإذا أقرب من رأيت به شبهًا (دحية) وفي رواية: (دحية بن خليفة) (١) .
فهل هذا الشبه كائن بين صورة جبريل الحقيقية وصورة دحية الكلبي، أم هو بين الصورة التي يكون بها جبريل عندما يتمثل في صورة بشر؟ ! الأرجح هذا الأخير؛ لما سيأتي أن جبريل كان يتمثل في صورة دحية كثيرًا.
رابعًا: تفاوتهم في الخلق والمقدار:
الملائكة ليسوا على درجة واحدة في الخلق والمقدار، فبعض الملائكة له جناحان، وبعضهم له ثلاثة، وجبريل له ستمائة جناح، ولهم عند ربهم مقامات متفاوتة معلومة: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ) [الصافات: ١٦٤] .
وقال في جبريل: (إنَّه لقول رسولٍ كريمٍ - ذي قوةٍ عند ذي العرش مكينٍ) [التكوير: ١٩-٢٠]؛ أي له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله.
وأفضل الملائكة هم الذين شهدوا معركة بدر، ففي صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع: أن جبريل جاء للنبي ﷺ فقال: (ما تعدّون أهل بدر فيكم؟ قال: من أفضل المسلمين، أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة) (٢) .
خامسًا: لا يوصفون بالذكورة والأنوثة:
من أسباب ضلال بني آدم في حديثهم عن عوالم الغيب أن بعضهم يحاول إخضاع هذه العوالم لمقاييسه البشرية الدنيوية، فنرى أحدًا من هؤلاء يعجب في مقال له من أن جبريل كان يأتي الرسول ﷺ بعد ثوان من توجيه سؤال إلى الرسول ﷺ يحتاج إلى جواب من الله، فكيف يأتي بهذه السرعة الخارقة، والضوء يحتاج إلى ملايين السنوات الضوئية؛ ليصل إلى بعض الكواكب القريبة من السماء.
_________
(١) صحيح مسلم: ١/١٥٣. ورقمه: ١٦٧.
(٢) رواه البخاري: ٧/٣١٢. ورقمه: ٣٩٩٢.
1 / 13