The World of the Righteous Angels

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
36

The World of the Righteous Angels

عالم الملائكة الأبرار

Yayıncı

مكتبة الفلاح

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Yayın Yeri

الكويت

Türler

صاحب اليمين يكتب الحسنات والآخر السيئات: في معجم الطبراني الكبير بإسناد حسن عن أبي أمامة: أنّ رسول الله ﷺ قال: (إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها، وإلا كتب واحدة) (١) . هل تكتب الملائكة أفعال القلوب؟ استدلّ شارح الطحاوية (٢) على أنّ الملائكة تكتب أفعال القلوب بقوله تعالى: (يعلمون ما تفعلون) [الانفطار: ١٢]، فالآية شاملة للأفعال الظاهرة والباطنة. واستدل أيضًا بالحديث الذي يرويه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (قال الله ﷿: إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا همّ بحسنة فلم يعملها، فاكتبوها حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشرًا) (٣) . وفي الحديث الآخر المتفق عليه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (قالت الملائكة: ربّ ذاك عبد يريد أن يعمل سيئة، وهو أبصر به، فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنّما تركها من جرّاي) (٤) . شبهة: قد يقال: ألا يتناقض علم الملائكة بإرادة الإنسان وقصده مع قوله تعالى: (يعلم خائِنة الأعين وما تُخْفِي الصدور) [غافر: ١٩] . فالجواب: أن هذا ليس من خصائص علم الله تعالى، فهو وإن خفي عن البشر، فلا يعلم واحدهم ما في ضمير أخيه، فلا يلزم أن يخفى عن الملائكة. وقد يقال: إن الملائكة تعلم بعض ما في الصدور، وهو الإرادة والقصد، أمّا بقية الأمور كالاعتقادات، فلا دليل على كونها تعلمها.

(١) صحيح الجامع: ٢/٢١٢. (٢) شرح العقيدة الطحاوية: ص ٤٣٨. (٣) صحيح مسلم: ١/١١٧. ورقمه: ١٢٨. (٤) صحيح مسلم: ١/١١٧. ورقمه: ١٢٩، واللفظ له، ورواه البخاري: ١٣/٤٦٥. ورقمه: ٧٥٠١.

1 / 48