29

The Virtues of Medina and the Etiquette of Living and Visiting It

فضل المدينة وآداب سكناها وزيارتها

Yayıncı

مطبعة النرجس

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Türler

عاشرًا: أن لا يغتَرَّ ساكنُ المدينة بكونِه من سُكَّانها، فيقول: "أنا مِن سُكَّان المدينة، فأنا على خيرٍ"، فإنَّ مُجرَّدَ السُكنى إذا لَم يكن معها عملٌ صالِحٌ واستقامةٌ على طاعة الله ورسولِه ﷺ، وبُعدٌ عن الذنوبِ والمعاصي لا يُفيدُه شيئًا، بل يعودُ عليه بالضَّرَرِ، وفي موطأ الإمام مالك أنَّ سَلمان الفارسيَّ ﵁ قال: "إنَّ الأرضَ لا تُقدِّسُ أحدًا، وإنَّما يُقدِّسُ الإنسانَ عَملُه"، وسنده فيه انقطاع، لكن معناه صحيح، وهو خبَرٌ مطابقٌ للواقع، وقد قال الله ﷿: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، ومِن المعلومِ أنَّ المدينةَ في مُختَلَف العصور فيها الأخيار وفيها الأشرار، فالأخيارُ تنفعُهم أعمالُهم، والأشرارُ لَم تُقدِّسهم المدينةُ، ولَم ترفع من شأنِهم، وهذا كالنَّسَب، فمُجرَّد كون الإنسانِ نسيبًا بدون عملٍ

1 / 31