The 'Umrah, Hajj and Visit in Light of the Quran and Sunnah
العمرة والحج والزيارة في ضوء الكتاب والسنة
Yayıncı
مطبعة سفير
Yayın Yeri
الرياض
Türler
٥ - يُستحبّ في هذا الموقف العظيم أن يجتهد الحاج في ذكر الله تعالى، ودعائه، والتضرّع إليه، ويرفع يديه حال الدعاء اقتداءً بنبيه ﷺ؛ فإنه وقف بعد الزوال رافعًا يديه مجتهدًا في الدعاء، قال أسامة ﵁: «كنت رديف النبي ﷺ بعرفات فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامها، فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى» (١)، «ولم يزل واقفًا يدعو حتى غابت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا» (٢)، وقد حثّ أمته على الدعاء، ورغّب فيه فقال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» (٣)، وقال ﷺ: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء» (٤)، فينبغي للحاج أن لا يفوِّت هذه الفرصة العظيمة، فعليه أن يكثر من الذكر، والدعاء، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتوبة، والاستغفار إلى أن تغرب الشمس (٥).
ومن الأفضل أن يكون مفطرًا اقتداءً بالنبي ﷺ، فقد أرسلت إليه أم
_________
(١) النسائي، برقم ٣٠١١، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ٢/ ٣٤٤.
(٢) مسلم، برقم ١٢١٨.
(٣) الترمذي، برقم ٣٥٨٥،ومالك، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، ٣/ ٤٧٢، وفي الأحاديث الصحيحة، ٤/ ٦، وفي صحيح الجامع، ٣/ ١٢١.
(٤) مسلم، برقم ١٣٤٩، وتقدم تخريجه.
(٥) وانظر أدعية جامعةً وأذكارًا نافعةً مناسبةً لهذا الموقف وغيره صفحة ... من هذا الكتاب.
1 / 79