الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
Türler
المطلب الثالث صور من سماحة الصحابة والتابعين في معاملة غير المسلمين تقدم القول بأن تاريخ الإسلام شاهد على أن المسلمين لم يكرهوا أحدا في أي فترة من فترات التاريخ على ترك دينه، فالإسلام دين العقل والفطرة ولا يقبل من أحد أن يدخله مكرها، تحدى الأولين والآخرين بمعجزته الخالدة، ولم يعرف في تاريخ المسلمين الطويل أنهم ضيقوا على اليهود والنصارى أو غيرهم أو أنهم أجبروا أحدا من أي طائفة من الطوائف اليهودية أو النصرانية على اعتناق الإسلام (١) . يقول توماس آرنولد: "لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي " (٢) .
لقد كان عهد الخلفاء الراشدين امتدادا لعهد النبي ﷺ وشهد صورا من سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين من إعانتهم بالمال أو النفس عند الحاجة، ومن كفالة العاجز منهم عن العمل أو كبير السن، وغير ذلك. وهذا هو ما سار عليه الخلفاء الراشدون ﵃ في صدر الإسلام في معاملتهم لأهل الذمة، وأسوق هنا بعض الشواهد والأمثلة التي تبين سماحة الصحابة ﵃ في معاملة غير المسلمين.
_________
(١) انظر: عقد الذمة في التشريع الإسلامي، محمد المطردي، الدار الجماهيرية، طرابلس، ط ١، ١٩٨٧م ص ١٧.
(٢) الدعوة إلى الإسلام، توماس آرنولد، مكتبة النهضة، مصر، ط ٣، ١٩٧٠م، ص ٩٩.
1 / 24
مقدمة
المطلب الثاني سماحة النبي ﷺ في معاملة غير المسلمين
المطلب الثالث صور من سماحة الصحابة والتابعين في معاملة غير المسلمين
المطلب الرابع سماحة الإسلام في المعاملة في كتابات غير المسلمين
المطلب الخامس التطبيق الحضاري لسماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين في المملكة العربية السعودية