The Tatars from the Beginning to Ain Jalut
التتار من البداية إلى عين جالوت
Türler
لمحة سريعة عن نشأة التتار
ظهرت قوة جديدة ثالثة ناشئة قلبت الموازين تمامًا على الأرض، فغيرت من خريطة العالم تمامًا، وفرضت نفسها كقوة ثالثة في الأرض، أو كانت القوة الأولى في الأرض في النصف الأول من القرن السابع الهجري وبلا منازع، وهذه القوة هي قوة دولة التتار أو المغول.
ظهرت دولة التتار في عام (٦٠٣هـ) -أي: في أوائل القرن السابع الهجري، ظهرت في منغوليا في شمال الصين، وكان أول زعمائها هو جنكيز خان، وجنكيز خان هذا ليس اسمه الحقيقي، وإنما يعني: قاهر العالم أو ملك ملوك العالم أو القوي، حسب الترجمات المختلفة للغة المنغولية، واسمه الأصلي تيموجين، وكان رجلًا سفاحًا سفاكًا للدماء، وقائدًا عسكريًا شديد البأس، وله القدرة على تجميع الناس حوله، فقد ظهر في منغوليا ثم بدأ في التوسع تدريجيًا في المناطق المحيطة به، وسرعان ما اتسعت مملكته، حتى بلغت حدودها من كوريا شرقًا إلى حدود الدولة الخوارزمية الإسلامية غربًا، ومن سهول سيبيريا شمالًا إلى بحر الصين جنوبًا، وفي غضون سنوات قليلة أصبح يضم بين طياته دولة الصين بكاملها، والصين وحدها (٩) مليون كيلو متر مربع تقريبًا، فضم الصين ومنغوليا وفيتنام وكوريا وكمبوديا وتايلاند وأجزاء من سيبيريا.
واسم التتار والمغول يطلق على الأقوام الذين نشئوا في شمال الصين، في صحراء تسمى صحراء جوبي في منغوليا.
فالتتار هم أصل القبائل في هذه المنطقة، ومنهم جاءت قبائل أخرى كثيرة، منها: قبيلة المغول والترك والسلاجقة وغيرها من القبائل، وعندما سيطر جنكيز خان على هذه المنطقة أطلق اسم المغول على هذه القبائل كلها، وكان للتتار ديانة عجيبة جدًا، خليطة من أديان مختلفة، فقد جمع جنكيز خان بعض الشرائع من الإسلام ومن المسيحية ومن البوذية، واخترع أشياء من عنده، ثم أخرج من عنده كتابًا جعله كالدستور للتتار، وسمى هذا الكتاب: الياسق أو الياسك أو الياسة، حسب التسميات المختلفة، فكان دستور دولة التتار ودينهم.
1 / 7