67

The Surah Al-Waqi'a and Its Approach to Beliefs

سورة الواقعة ومنهجها فى العقائد

Yayıncı

دار التراث العربي

Baskı Numarası

الثالثة-١٤١٨ هـ

Yayın Yılı

١٩٨٨ م

Yayın Yeri

القاهرة

Türler

وإذا كان المقربون (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ)
فإن أصحاب اليمين بفضل الله ورحمته.
(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ)
أصحاب الشمال وجزاؤهم:
بعد أن بينت السورة الكريمة جزاء المقربين وأصحاب اليمين شرعت في بيان أصحاب الشمال قال تعالى:
(وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ)
لم يأت التعبير هنا على منهج القرآن في الإيجاز، فلم يقل إنهم في النار. بهذا الإيجاز الذي تعودناه في الأسلوب القرآني ولكن قال: (فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ)
فما سر هذا الإسهاب؟
إنَّ القرآن أتى على مواطن الراحة والبرد وهى الهواء والماء والظل.
وأخبر أنها مصادر التعذيب ليقطع عليهم كل أمل.. فالهواء سموم.
والسموم: هو الهواء السام الذي يدخل من مسام الجلد فيهلك صاحبه مع أن الناس يلتمسون الراحة في الهواء البارد.
والماء.. مصدر الحياة والراحة ومنظره يذهب الحزن ولكن الله جعله حميم ليعذبهم به: (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ)
(وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ)

1 / 77