102

The Surah Al-Waqi'a and Its Approach to Beliefs

سورة الواقعة ومنهجها فى العقائد

Yayıncı

دار التراث العربي

Baskı Numarası

الثالثة-١٤١٨ هـ

Yayın Yılı

١٩٨٨ م

Yayın Yeri

القاهرة

Türler

من هنا وهناك:
إصرار العلماء على وجود البديل لعقيدة الخلق الذاتى للكائنات الحيَّة أرهقهم كثيرًا ومع ذلك لم يهتدوا، وألجأهم هذا الإصرار إلى التلفيق العلمي فهم يجمعون قطعة عظم من هنا وقطعة عظم من هناك ويحاولون لصقهما بأوهام واهية لا تلبس أن تتهاوى يقول (أيزلى) في مقال نشر بمجلة العلوم الأمريكية إننا لا نملك هيكلا ً عظميًا تامًا لقرد صغير ناهيك عن أن نجد هيكل لإنسان قديم ونحن عالة في معرفتنا بتاريخ تطور الإنسان الأول على قليل من العظام وعلى أسنان محطمة هذا بالاضافة إلى أن المستحاثات آتية من أماكن مختلفة متباعدة بعضها عن البعض الآخر الآف الكيلوا مترات وهى مبعثرة في طول وعرض القارات القديمة ولذلك فإننا ننتهى بهز رؤوسنا مقرين بالعجز وكأننا في تيه، وقد نسينا من أي طريق دخلنا..
أقول وكما أن هذه المستحاثات متفرقة ومتباعدة الأماكن فهي أيضًا متباينة الأزمان تباينًا واسعًا ففى المؤتمر الذي عقده علماء (الإنسان القردى) عام ١٩٦٥ جاء في النشرة التي صدرت عن المؤتمر (إن جهلنا بشجرة نسب الإنسان ما زالت حتى اليوم جهلا عجيبا فهناك ما زالت ثغرات) .
ثم قالت النشرة: (منذ ما لا يقل عن ثلانين مليون سنة بدأت تظهر الصفات التي تميز بها الإنسان عن غيره من الحيوانات) ثم وضعوا جدولًا زمانيًا للمستحاثات التي عثروا عليها فبعضها قدروا عمره بلاثين مليون سنة (رجمًا بالغيب) وظلت فترة أحد عشر مليون سنة لم يعثروا على شيء فيها.
وقد تأسف صاحب كتاب (الإنسان الأول) فقال (ومن المؤسف أن تظل حتى الآن المرحلةُ الأولى من التطور الإنسانى سرًّا غامضًا) .

1 / 113