الوجه الرابع: أن رسول الله ﷺ قال في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، ﵄: «إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة» قالوا من هي يا رسول الله. قال: «ما أنا عليه وأصحابي» رواه الترمذي وحسنه.
وهذا الحديث يدل على أن الاحتفال بالمولد لا يجوز لأنه من الأعمال التي لم يكن عليها رسول الله ﷺ وأصحابه ﵃.
الوجه الخامس: ما رواه ابن عبد البر عن ابن مسعود، ﵁ أنه قال: «من كان منكم متأسيًا فليتأس بأصحاب محمد ﷺ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفًا وأقومها هديًا وأحسنها حالا، قومًا اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم».
فقد ذكر ابن مسعود، ﵁ أن الصحابة، ﵃ كانوا أقوم الأمة هديًا وأحسنها حالا وأنهم كانوا على الهدى المستقيم، وهم مع هذا لم يكونوا يحتفلون بالمولد ويتخذونه عيدًا فهل يقول عاقل مؤمن أن المحتفلين بالمولد قد أدركوا من الخير ما لم يحصل مثله لأصحاب رسول الله ﷺ أو يقول إن المحتفلين بالمولد كانوا أقوم هديًا، أحسن حالا من أصحاب رسول الله ﷺ كلا لا يقول ذلك من له أدنى مسكة من عقل ودين.
الوجه السادس: أن يقال إن عيد المولد النبوي قد وجد سببه في