(^١) وفي رواية: أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ. ويسمى اليوم: باب السلام. والفج: الطريق الواسع. (^٢) البطن: الجماعة من الأقارب، والبطن دون القبيلة، والفخذ دون البطن. (^٣) وسُمِّيَ بذلك لأنَّهُ حُجِرَ، أي اقْتُطِعَ مِنَ الكَعْبَةِ. ولا يَصِحُّ الطَّوَافُ إلا مِنْ ورائِهِ. (^٤) قالت عائشة ﵂: كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فقلت للنبي ﷺ: ألا أدخل البيت؟، فأخذ رسول الله ﷺ بيدي فأدخلني الحجر، فقال: إذا أردت دخول البيت، فصلي هاهنا، فإنما هو قطعة من البيت، فقلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟، فقال رسول الله ﷺ: " إن قومك لما بنوا الكعبة، قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ وَالْخَشَبُ، فاقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ، فأخرجوه من البيت. فقلت: فما شأن بابه مرتفعًا، لا يصعد إليه إلا بسلم؟، قال: " فعل ذلك قومك لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا يَدَعُونَهُ يَرْتَقِي، حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ فَسَقَطَ. فقلت: يا رسول الله، ألا تردها على قواعد إبراهيم؟، فقال: " لولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية بِالشِّرْكِ بِالكُفْرِ لَفَعَلْتُ، فأخاف أن تنكر (تَنْفِرَ) قُلُوبُهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ فِي البَيْتِ، وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ، وَلَيْسَ عِنْدِي مِنَ النَّفَقَةِ مَا يُقَوِّي عَلَى بِنَائِهِ؛ لأمرت بالبيت فهدم، ثم لبنيته على أساس إبراهيم ﵇ وأَعَدْتُ مَا تَرَكُوا مِنْهُ فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ، وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ (وفي رواية خَمْسَ أَذْرُعٍ) مِنَ الْحِجْرِ فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ. وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الْأَرْضِ: بَابًا شَرْقِيًّا، وَبَابًا غَرْبِيًّا، بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْهُ وَبَابٌ خَلْفًا يَخْرُجُونَ مِنْهُ، ولأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ فَهَلُمِّي لِأُرِيَكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ"، فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ. وقال لها: إِذَا أَرَدْتِ دُخُولَ الْبَيْتِ فَصَلِّي هَا هُنَا، صَلِّي فِي الحِجْرِ، فَإِنَّمَا هُوَ قِطْعَةٌ مِنَ البَيْتِ. قَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، مَا أُرَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ، إِلَاّ أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ. وَابْنُ عَبَّاسٍ ﵀، لَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ الْحِجْرُ مِنَ الْبَيْتِ جَمِيعَ الْحِجْرِ وَإِنَّمَا أَرَادَ بَعْضَهُ عَلَى مَا خَبَّرَتْ عَائِشَةُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ بَعْضَ الْحِجْرِ مِنَ الْبَيْتِ لَا جَمِيعَهُ. قَالَ يَزِيدُ: وَشَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حِينَ هَدَمَهُ، وَبَنَاهُ، وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنَ الحِجْرِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ حِجَارَةً، كَأَسْنِمَةِ الإِبِلِ مُتَلَاحِكَةً.
1 / 187