The Shining Light from the Comprehensive Sermons
الضياء اللامع من الخطب الجوامع
Yayıncı
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
Türler
الناس إلى الخير فانقادوا إلى ذلك برغبة صادقة. لما نظر الناس إلى أحوال النبي ﷺ وأصحابه وأعمالهم عرفوا أنهم على الحق وأن طريقتهم هي الطريقة المثلى التي يقوم عليها أمر الآخرة والدنيا فدخلوا في دين الله أفواجا من غير إكراه.
علموا أولادكم الصدق بالقول والفعل، فإذا حدثتموهم فلا تكذبوا عليهم وإذا وعدتموهم فلا تخلفوا وعدكم. يروى عن النبي ﷺ «أن من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة»، وإن أولادكم إذا رأوكم تكذبون هان عليهم الكذب وإذا رأوكم تخلفون الموعد هان عليهم الإخلاف. عودوهم الإحسان إلى الخلق وفعل المروءة وحذروهم من الاعتداء والظلم، اغرسوا في قلوبهم محبة المؤمنين، وبينوا أن «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» وأن الواجب على المسلمين أن يكونوا أمة واحدة ليشبوا على الألفة والمحبة والاتحاد. ومن كان من أولادكم يستطيع القراءة فحثوه على قراءة الكتب النافعة مثل كتب التفسير القيمة السالمة من تحريف معاني القرآن، ومثل كتب الحديث الصحيحة عن النبي ﷺ، ومثل مؤلفات شيخنا عبد الرحمن السعدي - غفر الله لهم جميعا - ومثل كتب التاريخ الصحيحة البعيدة عن الأهواء، خصوصا تاريخ صدر الإسلام لأن قراءة تاريخ ذلك العصر يزيد القارئ علما بأحوال النبي ﷺ وأصحابه ومحبة لهم وفقها في الدين وأسرار أحكامه وتشريعاته، وحذورهم من قراءة الكتب الضارة التي تخل بعقيدة الإنسان أو عباداته أو أخلاقه، ومن قراءة الصحف والمجلات الضالة التي تتضمن الشك والتشكيك وإثارة الفتن أو تبحث في أمر من أمور الدين على وجه الخطأ، فإن قراءة مثل هذه الكتب الضارة تؤثر في عقيدة قارئها واتجاهه إلا من شاء الله ممن وهبهم الله علما وإيمانا وتمييزا بين الحق والباطل والضار والنافع. أيها المؤمنون، إن مسؤوليتنا كبيرة أمام الله في أولادنا وأهلنا ذكورهم وإناثهم، فنسأل الله الذي حملنا إياها أن يعيننا وأن يوفقنا للصلاح والإصلاح، فإن الفرد لو أصلح نفسه وأهله لصلحت الأمة لأن الأمة أفرادها. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا - يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. . . إلخ.
2 / 258