The Sealed Nectar with Additions
الرحيق المختوم مع زيادات
Yayıncı
دار العصماء
Baskı Numarası
الأول
Yayın Yılı
١٤٢٧
Yayın Yeri
دمشق
Türler
رسول الله ﷺ، ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه، فقد كانوا تجرأوا عليه، وكاشفوه بالنكال والأذى بعد موت أبي طالب، فازداد غما على غم، حتى يئس منهم، وخرج إلى الطائف، رجاء أن يستجيبوا لدعوته أو يؤووه وينصروه على قومه، فلم ير من يؤوي ولم ير ناصرا، وآذوه مع ذلك أشد الأذى، ونالوا منه ما لم ينله قومه.
وكما اشتدت وطأة أهل مكة على النبي ﷺ، اشتدت على أصحابه، حتى التجأ رفيقه أبو بكر الصديق ﵁ إلى الهجرة عن مكة، فخرج حتى بلغ برك الغماد [١]، يريد الحبشة، فأرجعه ابن الدغنة في جواره» .
قال ابن إسحاق: لما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله ﷺ من الأذى ما لم تطمع به في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش، فنثر على رأسه ترابا، ودخل بيته، والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته، فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي، ورسول الله ﷺ يقول لها: لا تبكي يا بنية، فإن الله مانع أباك. قال: ويقول بين ذلك:
ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب «٢» .
ولأجل توالي مثل هذه الآلام في هذا العام سماه رسول الله ﷺ عام الحزن، وبهذا اللقب صار معروفا في التاريخ.
_________
(١) صرح الشاه أكبر خان النجيب آبادي بأن هذه الوقعة كانت في هذه السنة انظر تاريخ إسلام ١/ ١٢٠، والقصة بطولها مروية في ابن هشام ١/ ٣٧٢، ٣٧٣، ٣٧٤، وفي صحيح البخاري ١/ ٥٥٢، ٥٥٣.
(٢) ابن هشام ١/ ٤١٦.
_________
[١] موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر.
1 / 71