The Sealed Nectar with Additions
الرحيق المختوم مع زيادات
Yayıncı
دار العصماء
Baskı Numarası
الأول
Yayın Yılı
١٤٢٧
Yayın Yeri
دمشق
Türler
أصحابه، ولكن يبدو أنه كان متواطئا مع قريش، فكان لا يجد فرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين، وكان يضم معه اليهود؛ ليعينوه على ذلك، ولكن تلك هي حكمة النبي ﷺ التي كانت تطفىء نار شرهم حينا بعد حين «١» .
إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام:
ثم إن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمرا، فنزل على أمية بن خلف بمكة، فقال لأمية:
انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبا من لقف النهار، فلقيهما أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما، فقال له سعد ورفع صوته عليه: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشد عليك منه، طريقك على أهل المدينة «٢» .
قريش تهدد المهاجرين:
ثم إن قريشا أرسلت إلى المسلمين تقول لهم: لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم «٣» .
ولم يكن هذا كله وعيدا مجردا، فقد تأكد عند رسول الله ﷺ من مكائد قريش وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهرا، أو في حرس من الصحابة، فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله تعالى قالت: سهر رسول الله ﷺ مقدمه المدينة ليلة، فقال:
ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة، قالت فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: من هذا؟ قال: سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول الله ﷺ: ما جاء بك؟ فقال:
وقع في نفسي خوف على رسول الله ﷺ، فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله ﷺ، ثم نام «٤» .
(١) انظر في هذا الصدد صحيح البخاري ٢/ ٦٥٥، ٦٥٦، ٩١٦، ٩٢٤. (٢) صحيح البخاري، كتاب المغازي ٢/ ٥٦٣. (٣) رحمة للعالمين ١/ ١١٦. (٤) مسلم باب فضل سعد بن أبي وقاص ٢/ ٢٨٠ واللفظ له، وصحيح البخاري- باب الحراسة في الغزو في سبيل الله ١/ ٤٠٤.
1 / 135