علم المقاصد الشرعية

Nourredine Khadmi d. Unknown
117

علم المقاصد الشرعية

علم المقاصد الشرعية

Yayıncı

مكتبة العبيكان

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢١هـ

Yayın Yılı

٢٠٠١م.

Türler

المطلب الثالث: أمية الشريعة وعالميتها الشريعة الإسلامية المباركة -كما يقول الشاطبي- أمية؛ لأن أهلها كذلك؛ فهو أجرى على اعتبار المصالح. ومعنى ذلك أن فهمها ومعرفة أوامرها ونواهيها لا يحتاج إلى التغلغل في العلوم الكونية والرياضيات، فإنها لو لم تكن كذلك لما وصت جمهور الخلق من عرب وغيره؛ فإنه كان يصعب على الجمهور الامتثال لأوامرها ونواهيها المحتاجة إلى وسائل علمية لفهمها أولًا، ثم تطبيقها ثانيا. وهذا كله فيما يتعلق بأحكام التكليف؛ لأنه عام يجب أن يفهمه العرب الجمهور ليمكن الامتثال، أما الأسرار والحكم والمواعظ والعبر؛ فهو موكول إلى الخواص الذين يتفاوتون في فهمها بحسب ما يسره الله لهم١، ولذلك تستلزم من أمية الشريعة خاصية عالميتها، وكونها موجهة للعالمين في كل الأزمان والبقاع ومختلف الظروف والأحوال.

١ الموافقات: ٢/ ٦٩ بتصرف من شرح عبد الله دراز.

المطلب الرابع: أدلة كون الشريعة أمية قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ ١. قوله تعالى: ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ﴾ ٢. قال ﷺ: "إنا أمة أمية" ٣. قال ﷺ: "إنا أمة أمية لا نكتُب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا" ٤.

١ سورة الجمعة، آية ٢. ٢ سورة الأعراف، آية ١٥٨. ٣ جزء من حديث أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الصوم، باب: الشهر يكون تسعًا وعشرين. ٤ هامش الموافقات: عبد الله دراز: ٢/ ٦٩.

1 / 137