269

The Science of Rhetoric: Stylistics, Expression, and Meanings

علوم البلاغة «البديع والبيان والمعاني»

Yayıncı

المؤسسة الحديثة للكتاب

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

٢٠٠٣ م

Yayın Yeri

طرابلس - لبنان

Türler

ومثاله قول طاهر بن الحسين للعبّاس بن موسى الهادي وقد استبطأه في خراج ناحيته (الطويل):
وليس أخو الحاجات من بات نائما ... ولكن أخوها من يبيت على وجل
فطاهر بن الحسين لا يريد إخبار العبّاس، بل يحثّه على الجدّ في جباية الخراج.
ج. إظهار الضعف والخشوع
ومنه قوله تعالى حكاية عن زكريا ﵇ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا مريم: ٤.
فسيّدنا زكريا ﵇ يرمي إلى إظهار ضعفه ونفاد قوّته قبل كل شيء آخر.
د. إظهار التحسّر
ومثاله قوله تعالى: رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ آل عمران: ٣٦.
فالآية تنفي الإخبار، لأنّ الله تعالى يعلم ما وضعت، ولكنّ الغرض إظهار التحسّر على شيء محبوب، فقد كانت تحبّ أن تضع ذكرا، فلما وضعت انثى أبدت حسرتها.
ومثاله أيضا قول اعرابي في رثاء ولده (الكامل):
لمّا دعوت الصبر بعدك والأسى ... أجاب الأسى طوعا ولم يجب الصّبر.
فإن ينقطع منك الرجاء فإنّه ... سيبقى عليك الحزن ما بقي الدّهر.
فالأعرابيّ لا يريد الإخبار، إنّما أراد إظهار الحسرة والحزن على فقد ولده.

1 / 272