فقال: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ (١). وقال ﷺ: «أحثوا في وجوه المداحين التراب» (٢)، وقال ﷺ: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله» (٣).
٤ - أمر الله -تعالى- عباده أن يحمدوه ويثنوا عليه ويمجدوه - لما له من صفات الكمال، وتعليمهم كيفية ذلك، لأن قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وان كانت هذه جملة خبرية، فهي متضمنة لمعني الطلب (٤).
وهكذا جل الآيات التي حمد الله- تعالى- بها نفسه هي متضمنة تعليم عباده وأمرهم أن يحمدوه.
ولهذا رغب المصطفي ﷺ بالحمد لله. فعن أبي مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «الطُّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» (٥).
(١) سورة النجم، الآية: ٣٢.
(٢) أخرجه مسلم في الزهد من حديث المقداد بن الأسود- الحديث ٣٣٠٢.
(٣) أخرجه البخاري في الأنبياء- الحديث ٣٤٤٥.
(٤) انظر: «تفسير الطبري» ٣٩:١، «أحكام القرآن» للحصاص ٢٣:١، «أحكام القرآن» لابن العربي ٤:١، «الجامع لأحكام القرآن» ١٣٥:١ - ١٣٦، «تفسير ابن كثير» ٥٢:١.
(٥) أخرجه مسلم في الطهارة- باب فضل الوضوء الحديث ٢٢٣ من حديث أبي مالك الأشعري.