The Prophetic Sunnah as Revelation
السنة النبوية وحي - آيت سعيد
Yayıncı
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Türler
وقال يزيد بن زريع: " لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد " (١) .
فإن قيل: كيف نوفق بين كون السنة النبوية وحيا، وماثبت قطعًا من اجتهاده صلى الله علية وسلم في بعض القضايا الدينية والدنيوية؟.
فالجواب أن اجتهاده ﷺ في بعض القضايا، لا يتنافى مع القول بأن السنة وحي؛ ذلك أن اجتهاده ﷺ في الأمور الشرعية، يكون ابتداء بوحي، بمعنى أن الله تعالى يأمره بالاجتهاد فيما لم يوحَ إليه فيه، ثم في النهاية يؤول اجتهاده إلى الوحي، بمعنى أنه إن أصاب في اجتهاده مراد الله، فإن الوحي يقره، وإقرارُ الوحي وحي، وإن أخطأ في اجتهاده، فإن الوحي ينبهه على الخطأ، ويرشده إلى الصواب فيرجع إليه، ويصبح مانبهه عليه الوحيُ هو التشريع له ولأمته.
وعليه، فما اجتهد فيه ﷺ لا يخرج عن دائرة الوحي بهذا الاعتبار، فهو إما إقرار، وإما نقل إلى ما هو صواب بعد الاجتهاد. وأما في الأمور الدنيوية فقد ينبهه الوحي، وقد ينبهه غيره من الناس على الصواب فيرجع إليه، فيكون بذلك ﷺ معصوما في اجتهاده حالا أومآلا، بالإقرار، ومآلًا بالنقل إلى ما هو صواب، وهذا من خصائصه التي لايشاركه فيها غيره من المجتهدين، فغيرُه فيما اجتهد فيه، قد يكون مخطئا ويستمر على خطئه ولاينبه له، ويتوارث عنه ذلك، وقد يكون مصيبا ولا يَتيقن أنه مصيب، بخلافه ﷺ فإنه فيما اجتهد فيه وأُقر عليه، فهو على يقين أنه على بينة وحق من ربه، ويجب على الأمة أن تتأسى به في
_________
(١) المصدر نفسه.
1 / 47