239

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

Yayıncı

مؤسسة الرسالة

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٤هـ

Yayın Yılı

٢٠٠٣م

Türler

قال: كذلك كنت أسمع أبي يقول. قال: فمن كان في الربع الثالث؟ قالوا: أبو حذيفة بن المغيرة. قال: كذلك كنت أسمع أبي يقول. قال: فمن كان في الربع الرابع؟ قالوا: أبو قيس بن عدي السهمي. قال: هذه واحدة قد أخذتها عليكم، وإنما هو العاصي بن وائل. قال: فمن قال: يا معشر قريش، لا تدخلوا في عمارة بيت ربكم إلا طيبا من كسبكم؟ قالوا: أبو حذيفة بن المغيرة. قال: هذه أخرى قد أخذتها عليكم، إنما القائل هذا، والمتكلم به أبو أحيحة سعيد بن العاصي. قال: فأسكت القوم"١. وهذه الحادثة تدل على ما تميز به محمد بالصدق والأمانة في قومه، وقد سمي فيهم بالصادق الأمين، حتى أن هذه الأسماء إذا أطلقت بينهم تنصرف في أذهانهم تلقائيا إلى محمد ﷺ، وتدل كذلك على ما قدره الله لمحمد ﷺ، فلقد نال الشرف الذي بحث عنه الجميع، فهو الذي وضع الحجر الأسود على الثوب، وهو الذي رفعه من فوق الثوب، ووضعه في موضعه، وهو الذي بنى فوقه.. وقد رضي الجميع، واطمأنوا إلى تصرف محمد ﷺ فيهم.. ولم يغب إبليس عن هذا الحدث، فلقد حاول إفساد خطة الصلح، فجاء في صورة رجل نجدي، وحاول مناولة النبي ﷺ حجرا يشد به الركن. فقال العباس بن عبد المطلب: لا، ونحاه، وناول العباس رسول الله ﷺ حجرا فشد

١ أخبار مكة للأزرقي ج١ ص١٧٢، ١٧٣.

1 / 251