The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
Yayıncı
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى ١٤٢٤هـ
Yayın Yılı
٢٠٠٤م
Türler
فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر. تقول عائشة: فجاء رسول الله ﷺ فاستأذن، فأذن له.
فلما دخل ﷺ قال لأبي بكر: "أخرج من عندك".
فقال أبو بكر: إنما هم أهلك١ بأبي أنت يا رسول الله.
قال ﷺ: "فإني قد أذن لي في الخروج".
فقال أبو بكر: الصحابة٢ بأبي أنت يا رسول الله.
قال رسول الله ﷺ: "نعم".
قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين.
قال رسول الله ﷺ: "بالثمن" ٣.
قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز٤ وصنعنا لهما سفرة في جراب٥.
وقد نظم رسول الله ﷺ أمر الهجرة وحدد لجميع من سيساعده دوره وعمله، كما سيتضح ذلك من عمل علي بن أبي طالب ﵁، وعبد الله بن أبي بكر، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أريقط، وأسماء بنت أبي بكر.
٢- مبيت علي ﵁ على فراشه ﷺ:
لما عزم رسول الله ﷺ على الهجرة وعلمت قريش ذلك، وخافت على نفسها من أثر إيجاد قوة للمسلمين خارج مكة، قررت قتل رسول الله ﷺ وفق الخطة التي قرروها في اجتماع دار الندوة.
وفي الليلة التي عزم الرسول ﷺ على الهجرة فيها، تجمع فتيان قريش حول
_________
١ أراد بذلك عائشة وأسماء، والمقصود أنهم من أهل دينك فلا تخش منهم، كما جاء في رواية موسى بن عقبة ففي روايته: "أخرج من عندك"، قال: لا عين عليك، إنما هما ابنتاي.
٢ أي أريد مصاحبتك يا رسول الله.
٣ مع أن أبا بكر أنفق الكثير من ماله على الدعوة ورسولها، إلا أن الرسول ﷺ حرص على دفع الثمن حتى لا تكون هجرته إلا من مال نفسه.
٤ أفعل تفضيل من الحث وهو الإسراع، والجهاز: ما يحتاج إليه في السفر.
٥ أي زادًا في جراب، وأصل السفرة الزاد ثم استعملت في وعاء الزاد، وإنما أرادت السيدة عائشة من اللفظة هنا أصلها اللغوي.
1 / 70