The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
Yayıncı
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى ١٤٢٤هـ
Yayın Yılı
٢٠٠٤م
Türler
ومنها "طيبة" يقول النبي ﷺ: "إنها طيبة" ١.
ولها أسماء أخر أشهرها الإيمان، والجائرة، والمنورة، والمحبوبة، والقاصمة، والبارة، والحرم، والخيرة، وقد عد صاحب السيرة الشامية للمدينة خمسة وتسعين اسمًا٢.
وأسماء المدينة في الإسلام مشتقة من صفاتها، وخصائصها ونظرًا لانتفاء صفاتها الجاهلية فإنه يكره شرعًا تسميتها بما كان لها في الجاهلية من أسماء وعلى رأسها يثرب.
روى الإمام أحمد ومالك والشيخان عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد" ٣. ويقول النبي ﷺ: "من سمى المدينة بيثرب فليستغفر الله، هي طابة، هي طابة، هي طابة" ٤.
وقد التزم السلف أسماءها الجديدة وكرهوا تسميتها بيثرب، يقول ابن عباس ﵁:
"من قال يثرب فليستغفر الله ثلاث مرات"٥.
ويقول عيسى بن دينار: "من سمى المدينة يثرب كتب عليه خطيئة"٦.
وبهذا جزم العلامة كمال الدميري، ونظم رأيه شعرًا فقال:
ومن دعاها يثربًا يستغفر ... فقوله خطيئة لتنظر
وسبب الكراهة ما في كلمة يثرب من دلالة على السوء أيا كان اشتقاقها فإن كان اشتقاقها من الثرب فمعناها الفساد، وإن كان اشتقاقها من التثريب فمعناها العقوبة، والمؤاخذة بالذنب، وكلا المعنيين لا يليق بالمدينة، وكان ﷺ يحب الاسم الحسن دائمًا، ولذلك سماها طابة، وطيبة وأقر سائر أسمائها الحسنة.
_________
١ صحيح البخاري ج٣ ص٢٧٤ ط الأوقاف.
٢ انظر سبيل الهدى والرشاد ج٣ ص٤١٤-٤٢٧.
٣ صحيح البخاري كتاب الحج ج٣ ص٢٧٤.
٤ الكشف الإلهي للطرابلسي، وفي صحيح البخاري "هي طابة" ج١ ص٢٧٥.
٥ الفوائد المجموعة للشوكاني، الدرر ج٥ ص١٨٨.
٦ سبل الهدى والرشاد ج٣ ص٤٢٧.
1 / 20